صلاة الضحى
من أعظم العبادات في الإسلام وأقدسها : الصلاة. حدد الله لها مواقيت محددة يضرب من خلالها العبد موعدا مع الله، فيناجيه ، ويدعوه بها خالقه بكل الأدعية التي علمنا بها سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله غليه وسلم . تطمئن بها قلوب المسلمين وهي العروة الوثقى بين المخلوق وخالقه .
أما حديثنا اليوم ، فهو عن . صلاة الضحى، والتي تسمى أيضاً: بصلاة الأوابين هي من صلوات النوافل وحكم صلاة الضحى أنها سنة مؤكدة عند الجمهور، خلافاً للقول بأنها مندوبة في مذهب أبي حنيفة. ويمكن للمؤمن أن يصليها في ركعتين، أو أربع ركعات، أو ثمانِ ركعات، تؤدى بعد ارتفاع الشمس قِيدَ رمح، وقيل بعد مضي ربع النهار.
وقت أداء صلاة الضحى
وقت صلاة الضّحى يكون مع ارتفاع الشّمس وشدّة حرّها وأفضل وقت لأدائها : إذا عَلَت الشّمس واشتدّ حرّها؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «صلاة الأوّابين حين ترمض الفصال»، ومعناه أن تَحمى الرّمضاء،وأحسن أوقات أداء صلاة الضحى إذا كانت الشّمس من المَشرق مثلها من المَغرب .
ويُعلم من ذلك أن آخر وقت صلاة الضحى تكون قبيل الزوال، ويسمّى بقائم الظهيرة، وهو الوقت الذي نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة فيه لأنه وقت كراهة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حتَّى تَغْرُبَ)،[٨] وقد قدّره بعض العلماء بنحو عشر دقائق قبل دخول وقت صلاة الظهر.
عدد ركعات صلاة الضحى
عدد ركعات صلاة الضحى فيما روى مسلم ، من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى»، وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: «أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاثٍ: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام».
عدد ركعات صلاة الضحى فيما ثبت عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه صلاها ثمان ركعات كما في فتح مكة، فقد روى مسلم أن معاذة رحمها الله سألت عائشة رضي الله عنها: «كَمْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاةَ الضُّحَى ؟، قَالَتْ: أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَيَزِيدُ مَا شَاءَ»، وروى مسلم عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: «قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى غُسْلِهِ، فَسَتَرَتْ عَلَيْهِ فَاطِمَةُ ثُمَّ أَخَذَ ثَوْبَهُ فَالْتَحَفَ بِهِ، ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ سُبْحَةَ الضُّحَى».
صلاة الضحى قد سُمّيت بصلاة الإشراق بسبب وقت صلاتها، كما سُميّت بصلاة الأوابين، والأوابون هم التّوابون، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».
كيفية تؤدى صلاة الضحى
اختلف أهل العلم في كيفية أداء صلاة الضحى، واختلافهم كان على النحو الآتي:: ذهب جمهو الفقهاء إلى أنها تؤدى ركعتين بركعتين؛ والمقصود أي أن يسلّم المصلي بعد كل ركعتين، واستدلوا بذلك لما جاء في حديث أم هانئ -رضي الله عنها- حيث قالت: (يسلّمُ من كل ركعتينِ). وخالف الحنفية الجمهور؛ حيث قالوا بأنها تؤدى أربع ركعاتٍ بتسليمةٍ واحدةٍ. أما بالنسبة لما يُقرأ فيها؛ فيقرأ المصلّي ما تيسّر من سور القرآن الكريم بعد سورة الفاتحة، سواء أكانت سورة قصيرة أم طويلة أم آيات من القرآن الكريم، فلا يلزم تخصيص سور بعينها، فقراءة ما بعد الفاتحة سنة من السنن، أما الفاتحة فواجبة،وقد ذهب بعض أهل العلم إلى استحباب قراءة سور معينة فيها: القول الأول للشافعية: ذهب الشافعية إلى استحباب قراءة سورتي الكافرون والإخلاص، لأن الإخلاص تعدل نصف القرآن، والكافرون تعدل ربعه. القريق الثاني : ذهب بعض أهل العلم إلى مشروعية قراءة سورتي الشمس والضحى في صلاة الضحى، واستدلوا بالحديث الذي رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بسندٍ ضعيفٍ أنه قال: (صلُّوا رَكعتيِ الضُّحى بسورتَيهِما والشَّمسِ وضُحاها والضُّحى). لكن يُعلم كذلك مما سبق أن في الأمر سعة، ومن صفة صلاة الضحى أنها صلاةٌ سرّية لا يُجهر بالقراءة فيها، لأن الصلاة النهاريّة سرية، ولا يوجد دليلٍ على الجهر فيها، لا سيّما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصليها سرية.
قضاء صلاة الضحى
ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يجوز قضاء السنن الرواتب من الصلوات ومنها صلاة الضحي، كما هو الراجح من أقوال الفقهاء . وأكدوا علىأنه من السُّنَّةِ المحافظة على أداء السنن الرواتب في أوقاتها المحددة كما وردت؛ وأشاروا إلى أن السٌنة الراتبة القَبلية للصلاة توقظ القلب وتهيئه للخشوع في الفريضة، والسنة الراتبة البعدية للصلاة تَجْبُر ما وقع فيها من النقص والخلل.
وذهب فريق آخر من أهل العلم : " الضحى إذا فات محلها فاتت ؛ لأن سنة الضحى مقيدة بهذا الوقت ، لكن الرواتب لما كانت تابعة للمكتوبات صارت تقضى وكذلك الوتر لما ثبت في السنة ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، إذا غلبه النوم ، أو المرض في الليل صلى من النهار اثنتي عشرة ركعة )