ليلة النصف من شعبان : سنة أم بدعة؟

ليلة النصف من شعبان : سنة أم بدعة؟
المؤلف ثقافة وترفيه
تاريخ النشر
آخر تحديث

ليلة النصف من شعبان : سنة أم بدعة؟


ليلة النصف من شعبان : سنة أم بدعة؟



شهرشعبان هو الشهر الذي كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يصومه إلا قليلا كما في حديث أمناعائشة رضي الله عنها قالت: (لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر من شعبان فإنه كان يصومه كله) متفق عليه، وفي رواية: (ما كان يصوم في شهر ما كان يصوم في شعبان كان يصومه إلا قليلا) .وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل هذا الشهر أحاديث كثيرة، منها ما هو صحيح ومنها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف ومنها ما هو موضوع ، وكان مما أحدث الناس وبدّلوا ما يعرف بالاحتفال بليلة النصف من شعبان ، ولم يرد في فضل قيام هذه الليلة أو تخصيص صيام نهارها شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام رضوان الله عليهم. 
ومن الأحاديث الحسنة ،هذا الحديث  وقد  رواه أبو موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليطّلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن". فظنَّ كثير من التابعين أن معنى ذلك زيادة عبادة الله في هذه الليلة وتخصيص نهارها بالصيام دون الشهورالأخرى وما إلى ذلك مما أحدثوا من أعمال وعبادت : اعتبرها علماء بدعا ضالة وآخرون اعتبروها بدعا حسنة مصداقا لما جاء في الحديث الشريف ((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا))، مع العلم أن خيرالخلق وخير العبّاد والزهاد نبينا وقدوتنا محمد  لم يفعل ذلك، ولم يخص نهار النصف من شعبان بشيء، وكذلك لم يخص ليلتها بزيادة قيام أو عبادة، وكل الخير في اتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكل الشر في مخالفة أمره.
وإجمالا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصه هذه الليلة بعبادة، وكان ما ورد فيها أحاديث موضوعة  وإما أحاديث ضعيفة، ولم يثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم شيء في هذا،فلا وجه إذن لاتخاذ ليلة النصف من شعبان شعيرة للعبادة تضاهي أيام الجمعة والأعياد وصلاة التراويح . ومن كان حريصا على بلوغ أجر هذه الليلة فعليه العمل بموجب ما ثبت من الأثر، وما جاء الحث عليه، أما اختراع عبادة وطاعة لم تثبت، ولم يدل عليها حديث صحيح، فليس إلا بُعداً عن السنة والعمل الصالح، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) [رواه البخاري].

تعليقات

عدد التعليقات : 0