صلاة الجمعة
حكم صلاة الجمعة
أجمع علماء السنة على أن صلاة الجمعة فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل مقيم لا عذر له في تركها.والدليل من السنة والقرآن نسرده كما :
- يقول عز من قائل: ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ) .(سورة الجمعة)
- ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ الله عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ» (رواه مسلم).
من لا تجب في حقهم الجمعة
لا تجب صلاة الجمعة في حق المرأة، والصغير، والمسافر، والمريض الذي يجد مشقة في حضورها، ولكن تصح إذا وجد هؤلاء من يحصرونهم ، وإن لم يتمكنوا صلوا ظهرًا.شروط صحة الجمعة
1- الوقت: لا تصح صلاة الجمعة قبل أوانها ولا بعد خروج وقتها ، ووقتها كوقت صلاة الظهر.2- أن يحضرها الفرد جماعة: فلا تصح من منفرد، وأقل الجماعة ثلاثة.
3- الإقامة: وهي السكن في قرية مبنية لا يرحل عنها صيفا ولا شتاء، لا يُرحل عنها صيفًا ولا شتاء، أما أهل البوادي والخيام الرحل فتصح منهم ولا تجب عليهم.
4- أن يقدمها الإمام في خطبتين: لفعل النبي
الخطبتان
حكم الخطبتين
الخطبتان تدخلان في حكم الوجوب، ولا تصح صلاة الجمعة إلا بهما ، وتقدمان باللغة العربية إن كان أغلبية الحضور ممن يفهمون اللغة العربية ويدركون معانيها ، وإن كانت في بلد أعجمي وأهاه ممن لا يفهمون معاني اللغة العربية فلا حرج من إلقائها بلغة البلد ، فالمغزى في الخطبة هو الوعظ والتوجيه لا مجرد الإلقاء، ويستحسن ذكر الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة باللغة العربية ثم بعد ذلك ترجمتها .مايجب أن تكون عليه الخطبة
ليس لخطبة الجمعة أركان، بل تتم بما يقع عليه اسم الخطبة عرفا، لكن من تمام الخطبة أن تحمل بين طياتها مايلي:1- حمد الله.
2- الشهادتين.
3- الصلاة على رسول الله .
4- الوصية بتقوى الله.
5- قراءة ماتيسر من القرآن الكريم.
6- الموعظة.
من مستحبات الخطبتين
1 - أن تتم الخطبة على منبر.2- سلام الخطيب على الناس عند صعوده.
3- الفصل بين الخطبتين بجلسة خفيفة.
4- التقصيرفي الخطبتين.
5- الدعاء فيهما.
فضل يوم الجمعة
خص الله تعالى هذه الأمة بيوم الجمعة وهو أفضل أيام الأسبوع، وقد جاء في فضله أحاديث كثيرة، منها:
1- قوله : «خَيْرُ يَوْم طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا» (رواه مسلم).
2- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه عَنِ النبي قَالَ: «مَنِ اغْتَسَلَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّيَ مَعَهُ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى وَفَضْلَ ثَلَاثَةِ أَيَّام» (رواه مسلم).
3- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَقُولُ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ» (رواه مسلم).
4- عن حذيفة بن اليمان أن رسول الله قال: «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا والأولون يوم القيامة المقضي لهم قبل الخلائق» (رواه مسلم).
5- إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي قال فقالوا يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: يقولون بليت، قال: «إن الله تبارك وتعالى حرم على الأرض أجساد الأنبياء» صلى الله عليهم (رواه أبو داود).
مستحبات يوم الجمعة
1- قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؛ لقول النَّبِيِّ : «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ في يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» (رواه الحاكم).2- الإكثار من الصلاة على النبي (ص)، فعَنْ أَبِي مَسْعُود الأَنْصَارِيِّ رضى الله عنه عَنِ النَّبيِّ قَالَ: «أَكْثِرُوا عَلَيَّ الصَّلاةَ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ؛ فَإنهُ لَيْسَ أحَد يُصَلِّي عَلَيَّ يَوْمَ الجُمُعةِ إلا عُرِضَتْ علَيَّ صَلاتُهُ» (رواه الحاكم).
3- الاغتسال والتطيب؛ لقوله : «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْر، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلَا يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْن، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى» (رواه البخاري).
حكم تارك صلاة الجُمعة
من تَعَمُّد تَرك صلاة الجُمعة فقد ارتكب ذَنبٌا عظيما، فقد ورد عن النبيّ عليه الصّلاة والسّلام قوله: (من ترك ثلاث جمعات من غير عذرٍ كُتِب من المنافقين).[13] وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (من ترك الجمعة ثلاث جمع مُتواليات فقد نَبَذ الإسلام وراء ظهره)،[14] والأحاديث في هذا كثيرة، وفيها دلالةٌ واضحةٌ على عظم شأن صلاة الجمعة، وأنّ من تركها متعمدا أو تساهل في تركها فهو قد دخل في دائرة النفاق أو أنه قد خرج من الإسلام ؛ فإن مصيره الختم على قلبه، وبالتالي لن ينعم برحمة الله تعالى .
كفّارة تارك صلاة الجُمعة
يعتبرتارك صلاة الجُمعة بغير عذرٍ أُثِما، فإن أراد أن يُكَفِّر عن ذنبه بتركها فيجب عليه أن يتوب عن ذلك ويَعزم ألا يعود إلى فعله وعليه التَصدُّق، فقد أخرج أحمد وأبو داود والنسائيّ والحاكم وابن ماجه عن عنترة بن جندب، عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (من ترك الجمعة من غير عذر فليتصدّق بدينار، فإن لم يجد فبنصف دينار)،[18] وأخرج أبو داود عن قُدامة بن وبرة قال: قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- قال: (من فاتته الجمعة من غير عذر فليتصدّق بدرهم أو نصف درهم، أو صاع حِنطةٍ أو نصف صاع).[19]