الحج : الركن الخامس في الإسلام

الحج : الركن الخامس في الإسلام
المؤلف ثقافة وترفيه
تاريخ النشر
آخر تحديث

الحج : الركن الخامس في الإسلام

الحج : الركن الخامس في الإسلام



تتجه أنظار المسلمين نحو بيت الله الحرام في الأيام الأولى من شهر ذي الحجة من كل عام ، ويحدوهم الشوق ويدفعهم الأمل والطمع فيما عند الله سبحانه وتعالى، وهم بذلك يلبون دعوة أبيهم إبراهيم عليه السلام عندما أمره الله بقوله: "وأذن في الناس بالحَج يأتوك رجالا وعلى كل ضَامر يأتين من كل فج عميق" (سورة الحج).
 وفي هذا الباب ، سنتطرق لأهم ما ينبغي للحاج أن يعرفه من أحكام هذه الشعيرة العظيمة. فمناسك الحج هي الأعمال التي يقوم بها المسلم قبل وأثناء ونهاية الحج وهي التي أراها الله عز وجل لنبيه وخليله إبراهيم.

وقت الحج

قسّم أهل العلم مواقيت الحج إلى زمانية ومكانية، فالزمانية هي الشهور المحددة للحج، وهي: شوال وذو القعدة وذو الحجة وتحديداً من أول شهر شوال إلى العاشر من ذي الحجة.

وقت الإحرام

أ- المواقيت الزمانية: 

وهي أشهر الحج: شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة، وهي التي يصح فيها انعقاد الحج ويقع فيها التمتع بالعمرة إلى الحج.

ب المواقيت المكانية: 

وهي الأمكنة التي عينها النبي صلى الله عليه وسلم لأهل كل جهة ليحرم منها من أراد الحج أو العمرة منهم أو ممن كانوا وراءهم، وهي خمسة أماكن:

1- ذو الحليفة:

 وهو ميقات أهل المدينة ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكة 450 كيلومترا.

2- الجحفة: 

وهي ميقات أهل الشام ومن مر بها من غيرهم، ويبعد عن مكة 204 كيلومترات.

3- يلملم:

 وهو ميقات أهل اليمن ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكة 54 كيلومترا.

4- قرن المنازل:

 وهو ميقات أهل نجد ومن مر به من غيرهم، ويبعد عن مكة 94 كيلومترا.

5- ذات عرق: 

وهي ميقات أهل العراق ومن مر بها من غيرهم، ويبعد عن مكة 94 كيلومترا.
ومن كان أقرب إلى مكة المكرمة من هذه المواقيت فميقاته محل سكنه، وكذلك أهل مكة يحرمون بالحج من مكة، أما العمرة فيحرمون لها من أدنى منطقة الحل. ومن كان طريقه يمينا أو شمالا من هذه المواقيت فإنه يحرم حين يحاذي أقربها إليه.
وإذا خاف المحرم ألا يتمكن من أداء نسكه لعائق يعترضه من مرض أو خوف أو غلب على ظنه أن يمنع بسبب الإجراءات الإدارية ونحو ذلك، فيستحب له أن يشترط عند الإحرام فيقول ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لبيك اللهم لبيك ومحلي من الأرض حيث حبستني"، فمتى حُبس عن إكمال حجه حل من إحرامه ولا شيء عليه.

الإحرام وأنواعه

الأول: 

الإحرام بالحج فقط، ومن حج مفرداً فلا يجب عليه هدي. 

الثاني: 

الإحرام بالحج والعمرة معاً، وهذا يسمى قارناً، ويسمى أيضاً متمتعاً، ويجب على القارن هدي. 

الثالث: 

الإحرام بالعمرة في أشهر الحج، ويتحلل منها ثم يحج في نفس السنة، ويسمى من فعل هذا متمتعاً، ويجب عليه هدي، ومن لم يجد الهدي صام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى وطنه، أو محل إقامته، وأفضل أنواع النسك الثلاثة هو التمتع بالعمرة إلى الحج. 

مناسك الحج

الإحرام

يردد الحاج لفظًا بقوله “لبيك اللهم حجًا” لإعلان نية أداء فريضة الحج. وفور نطقها تحرم عليه جميع محظورات الإحرام.

التلبية

يردد الحاج “لبيك اللهم لبيك” بعد الإحرام حتى رمي جمرة العقبة الكبرى.

طواف القدوم

يطوف الحاج حول الكعبة سبعة أشواط في مكة، ثم ينتظر حتى يوم التروية

يوم التروية

يذهب الحاج فى الصباح إلى “مِنى” في اليوم الثامن من ذي الحجة، ويبيت هناك ويصلي الصلوات فى مواقيتها قصرًا.

الوقوف بعرفة

يتوجه الحجاج يوم التاسع من ذي الحجة للوقوف على جبل عرفات بعد الشروق، ويصلون الظهر والعصر جمعًا وقصًرا، ويظلون هناك حتى غروب الشمس.

المزدلفة

يذهب الحاج إلى “مزدلفة” لصلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، وذلك بعد غروب يوم عرفة، ويبيت الحاج هناك حتى طلوع الفجر.

رمي الجمرة الكبرى والذبح

وفي صباح يوم العيد، الموافق 10 من الحجة، يتوجه الحاج بعد صلاة الفجر إلى “مِنى” ليقوم برمي الجمرات ثم يذبح ويحلق رأسه أو يقصره.

طواف الإفاضة

بعدما يقوم الحاج بقص شعر رأسه يتوجه للبيت الحرام، ويطوف سبعة أشواط بالكعبة ويسمى ذلك “طواف الإفاضة”.

الصلاة بمقام إبراهيم

يصلي الحاج بعد ذلك ركعتين خلف مقام إبراهيم أو بأي بقعة من الحرم، وذلك بعد طواف الإفاضة.

الصفا والمروة

يسعى الحاج بين الصفا والمروة بعد الصلاة لسبعة أشواط، وبعدما ينتهي من ذلك يعود لـ “مِنى” للمبيت بها.

يوم التشريق الأول

بعد صلاة ظهر يوم الحادي عشر من ذي الحجة، يرمي الحاج الجمرات ثم يدعو الله ويبيت بـ “مِنى” أيضًا.

يوم التشريق الثاني

فى اليوم الثاني عشر من ذي الحجة يفعل الحاج ما فعله فى اليوم الأول، ثم يرجع إلى مِنى لقضاء الليلة بها

طواف الوداع

يقوم الحاج بنفس ما فعله في أول وثاني أيام التشريق، ثم يتجه لتأدية الطواف بالمسجد الحرام سبعة أشواط، وبالتالي قد يكون أتم حجه بإذن الله.

- واجبات الحج:

1- التلبية، وصيغتها : 

"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، ووقتها يبدأ من الإحرام بالحج للقارن والمفرد إلى أن يرمي جمرة العقبة.

2- طواف القدوم

 عند المالكية واجب، أما عند الجمهور فسنة.

3- طواف الوداع 

عند الجمهور وعند المالكية سنة، وقد رُخِّص فيه للحائض والنفساء وأهل مكة. وليس على الحاج طواف سوى هذه الثلاثة إلا أن يتنفل.

4- المبيت بمزدلفة

 وقد رُخِّص في التحرك بعد منتصف الليل لمن كان له عمل متعلق بالحج وللعجزة والضعفة.

5- رمي جمرة العقبة

 ويكون بسبع حصيات من شروق شمس يوم العيد إلى الزوال، ومن لم يتمكن من رميها قبله فله أن يرميها إلى ما قبل الغروب، ومن لم يتمكن من رميها قبل الغروب رماها في أول أيام التشريق.6- المبيت في مِنى أيام التشريق فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه، والتأخير أفضل من التقديم لأهل مكة ولغيرهم، ومن تعجل فليخرج قبل الغروب وإلا وجب عليه التأخير.

7- رمي الجمار

 مُرتَّبة الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى وهي العقبة، كل واحدة بسبع حصيات، يبدأ الرمي من الزوال إلى الغروب.

8- صلاة ركعتيْ الطواف خلف المقام أو في أي مكان من الحرم.

9- حلق الشعر أو تقصيره، ولا تحلق النساء.

ومن ترك واجبا من هذه الواجبات فعليه فدية (ذبح شاة ونحوها)، لا يأكل منه ولا يهدي ولكن يتصدق به.

مستحبات الحج

1- الاغتسال

ويكون قبل الإحرام وتقليم الأظفار وإحفاء الشارب ونتف الإبط وحلق العانة.

2- التطيب قبل الإحرام.

3- التلبية ورفع الصوت بها

وهي أن يقول الحاج أو المعتمر: “لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك”.

4- الذكر والدعاء ومنه:

 التسبيح و التحميد والتهليل والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة القرآن الكريم .

5- قوله: “اللهم أنت السلام ومنك السلام حيِّنا ربنا بالسلام “ عندما يرى الكعبة.

6- طواف القدوم.

7- الاضطباع (1) في طواف القدوم فقط.

8- الرَّمَل (2) في الأشواط الثلاثة الأول فيه. والمشي في البقية.

9- صلاة ركعتين خلف مقام إبراهيم (وقراءة سورتي الكافرون والإخلاص فيهما بعد الفاتحة).

10- تقبيل الحجر الأسود أو استلامه.

11- استلام الركن اليماني.

12- الذكر والدعاء في الطواف.

13- الصعود على الصفا- أو جزء منه- وكذلك على المروة.
14- استقبال القبلة كلما بلغ الصفا والمروة مع الدعاء والتكبير والتهليل.
15- قراءة الآية الآتية عند بدء السعي: {إن الصفا والمروة من شعائر اللّه…} (البقرة 158). وقوله: نبدأ بما بدأ الله به.

16- المشي بين الصفا والمروة إلا ما بين العلمين الأخضرين (وهو بطن الوادي) فإنه يسعى بينهما (أي يُسْرِع الخُطَى).
17- الطهارة للسعي، أما الطواف فالطهارة شرط فيه.

18- الذكر والدعاء في السعي.
19- تفضيل الحلق على التقصير.

20- الإحرام بالحج يوم التروية لمن كان متمتعا أو كان من أهل مكة.

21- المبيت بمنى ليلة عرفة.
22- التوجه إِلى عرفة صبح يوم عرفة.
23- البقاء بنمِرَةَ حتى الزوال.
24- حضورَ الصلاة والخطبة مع الإمام بنمرة والجمع بين الظهر والعصر بها وقصرهما.
25- دخول عرفة بعد الزوال.
26- الوقوف بعرفة عند الصخرات إن تيسَّر فإن ترتب عليه إيذاء فلا يجوز.
27- استقبال القبلة والدعاء في عرفة.
28- السكينة عند الدفع من عرفة إلى مزدلفة.
29- جمع المغرب والعشاء بمزدلفة.
30- الوقوف عند المشعر الحرام. والدعاء حتى يُسْفر الصبح.
31- ترتيب أعمال يوم النحر (رمي جَمْرة العقبة، ثم ذبح الهدي، ثم الحلق أو التقصير، ثم طواف الإفاضة).
32- استقبال القبلة عند رمي الجمار. إلا جمرة العقبة فإنه يرميها من بطن الوادي ويجعل منى عن يمينه والكعبة عن يساره ويستقبل الجمرة.
33- التكبير مع كل حصاة في الرمي.
34- الدعاء والوقوف مستقبلا القبلة بعد رمي كل من الجمرتين الصغرى والوسطى- فأما بعد الكبرى فلا يقف عندها.

محظورات الحج

 محظورات الحج الخاصة بالنساء

لبس النقاب، أو البرقع، أو القفازين، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «ولا تنتقب المرأة المحرمة، ولا تلبس القفازين».

محظورات الحج التي يشترك فيها النساء والرجال

 التطيّب: للرجال والنساء، سواء في ملابس الإحرام أو في البدن، والدليل على هذا أنّ حاجاً محرماً سقط عن بعيره فمات، فقال الرسول -عليه الصلاة والسلام- فيه: «اغسِلوهُ بماءٍ وسدْرٍ، وكفِّنُوهُ في ثوبينِ، ولا تُمِسُّوهُ طيباً، ولا تُخَمِّروا رأْسَهُ ولا تُحَنِّطُوهُ، فإنَّ اللهَ يبْعثُهُ يومَ القيامةِ مُلَبِّيًا».
 حلق شعر الرأس أو قصّه أو نتفه: ويقاس عليه أيضاً شعر البدن وقص الأظافر، أما إن انكسر بدون قصد؛ فلا شيء عليه.
 عقد النكاح: من محظورات الإحرام القيام بعقد النكاح، سواء كان هو من قام به أو وكل غيره به، لقول النبي: «إنَّ المحرمَ لا يَنكِحُ ولا يُنْكِحُ».
 المباشرة في الجماع: يحرم مباشرة الزوجة، سواء بالتقبيل أو باللمس، سواء بالليل أو النهار.
قتل الصيد البري: ويشمل كل أجزاء عملية الصيد، سواء من اصطاد الصيد، أو من دل عليه، أو من أعان على إمساكه، أما صيد البحر فهو جائز للمحرم، لقوله تعالى: «أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا».
من حج البيت الحرام ، فليدع الله أن يرفع عنا وباء فيروس كورونا كوفيد 19 . إنه نعم المولى ونعم النصير .








تعليقات

عدد التعليقات : 0