صبام العشر من ذي الحجة

صبام العشر من ذي الحجة
المؤلف ثقافة وترفيه
تاريخ النشر
آخر تحديث

صبام العشر من ذي الحجة

صبام العشر من ذي الحجة


أيام معدودات تفصل بيننا وبين حلول شهر ذي الحجة وفضل العشر الأوائل منه .
وديننا الحنيف يدعونا لخير الأعمال الصالحة والتي تشمل قيام الليل والصدقة والذكر وقراءة القرآن الكريم ودراسته والصيام، وأفضل أيام الصيام هو صوم يوم عرفة ولذلك حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على صوم يوم عرفة، والصيام فى هذه الأيام يستحب لمن يستطيع، أما إذا كان يشق على الإنسان فلا مانع من أن يسلك سبيلا آخر مثل الذكر وقراءة القرآن الكريم وتدبره.
فعن حفصة رضي الله عنها قالت: أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام يوم عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتين قبل الغداة. رواه أحمد والنسائي وابن حبان وصححه، وفيه دليل على استحباب صوم أيام عشر ذي الحجة، وأما ما أخرجه مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائماً في العشر قط; فقد قال العلماء: المراد أنه لم يصمها لعارض مرض أو سفر أو غيرهما، وعدم رؤيتها له صائماً لا يستلزم العدم لأن الصوم قد لا يظهر أمره، ثم إن الصيام من جملة الأعمال الصالحات التي يتقرب بها إلى الله في هذه العشر التي ما من أيام أحب إلى الله العمل فيهن منها.

وقت صيام ذي الحجة:

يبدأ صيام التسع الأوائل من شهر ذي الحجة هذا العام متى هل هلال هذا الشهر المبارك  مع ضرورة التنويه  أن الحسابات الفلكية تشير كلها أن فاتح ذي الحجة قد يكون الأربعاء القادم الذي يوافق 20 يوليوز 2020، فمن وبالتالي فإن عيد الأضخى المبارك سيكون الجمعة 31 يوليوز 2020 في معظم الدول العربية .

فضل صيام ذي الحجة:

توجد العديد من الروايات والأحاديث المنتشرة بين المسلمين بأن لكل يوم من العشر الأوائل من ذي الحجة له فضل خاص بذاته، إلا لم يرد في سنة رسول الله -صل الله عليه وسلم- سوى أن هذه الأيام خير أيام السنة، بالإضافة إلى فضل يوم عرفة، وذلك استنادًا لما رواه مسلم عن أبي قتادة أن النبي -صل الله عليه وسلم- قال:
صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده، وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله .
أما عن أن لكل يوم من العشر من ذي الحجة فضل خاص به فلم يرد ذلك في الأثر، ولكن ما ورد ورد بشأن يوم عاشوراء، فعن أب هريرة -رضي الله عنه- قال:
يوم عاشوراء اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، واليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي، واليوم الذي فرق الله فيه البحر لبني إسرائيل، واليوم الذي ولد فيه عيسى، صيامه يعدل سنة مبرورةوتعد العشر الأوائل من ذي الحجة من الأيام المباركة التي يتضاعف فيها الأجر وتغفر فيها السيئات، وقد شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها خير أيام الدنيا، وقال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (البقرة 203).
ويعد الذكر والدعاء من أفضل الأعمال في العشرة الأوائل من ذي الحجة، وقد ورد في هذه العشرة العديد من الأذكار المسنونة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما قد أمرنا بالإكثار منها، قال صلى الله عليه وسلم: ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد

أفضل الأعمال في الأيام العشر من ذي الحجة:

وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تُبين فَضْل العمل في العَشر الأولى من ذي الحجة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّ-، ومنها: قَوْله:
(ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)؛ إذ دل الحديث على أن العَشر من ذي الحِجة أفضل أيام السنة، وأن العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من العمل في غيرها من أيّام السنة، وقوله -صلى الله عليه وسلم- في حديثٍ آخر: (ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى)، وقوله أيضًا: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).

 استغلال الأيام العَشر من ذي الحِجة بالعديد من العبادات، والأعمال الصالحة، والتي منها:

1. أداء شعائر الحج والعُمرة، وذلك أفضل ما يُؤدى من العبادات في ذي الحِجة؛ إذ ثبت في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي-عليه الصلاة والسلام- قال: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).
2. الصيام، ويُخَص منه صيام يوم عرفة، وقد ورد في فَضل صيامه قَول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ).
3. التكبير، والتحميد، والتهليل، والذِكر؛ فهي الأيام المعلومات التي ورد الحض فيها على ذلك.
4. التوبة، والاستغفار، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي.
5. التقرُب إلى الله بالصلاة، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكَر.
6. الأُضحية؛ اقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ ثبت أن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا).
7. الحرص على أداء صلاة العيد.
8. أداء مختلف الأعمال الصالحة؛ من الصدقات، وقراءة القرآن، وإكرام الضيف، وصِلَة الرحِم، وحِفظ اللسان، وبِر الوالدين، والدعاء لهما، والحرص على صلاة السُّنَن الرواتب، وإدخال السرور على قلوب الآخرين، وغير ذلك من صالح الأعمال.

سنن العشر الأوائل من ذي الحجة

يستحب الإكثار من ذكر الله عز وجل والتسبيح وقراءة القرآن الكريم وتخصيص ختمة للقرآن خلال الأيام العشر .
ومن أفضل الأعمال في هذه الأيام العشر هو الصيام ومن لم يستطع فليصم يوم عرفة فصيامه يكفر سنة ماضية واخرى مقبلة ، والى جانب ذلك نبذل كل جهدنا لإسعاد الفقراء وإدخال الفرحة عليهم .
والنبي -صلى الله عليه وسلم- بين أن قضاء حوائج الناس في هذه الأيام ، أحب إليه من اعتكافه في مسجده شهرًا فقال: «أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم، أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً، أو تَقْضِى عنه دَيْنًا، أو تَطْرُدُ عنه جُوعًا ولأَنْ أمشىَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَىَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا.. » أخرجه الطبراني في الأوسط.
وعلى العموم ، من استطاع صيام التسع من ذي الحجة فلا حرج عليه ، من وجد مشقة في صيامها ، فبإمكانه صيام يوم عرفة .ومن وجد مشقة الصيام ، فعليه بالذكر والصدقة وتلاوة القرآن وختمه في هذه الأيام المباركة .








تعليقات

عدد التعليقات : 0