قمة نارية بين بايرن ميونخ وبرشلونة في دوري أبطال أوروبا
ستحتضن العاصمة البرتغالية لشبونة مساء اليوم الجمعة آخر قمة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا بين برشلونة وبايرن ميونخ، مباراة من كلاسيكيات الكرة الأوروبية وتأتي مسبوقة بتوقعات بأفضلية كاسحة للطرف الألماني.
وبسبب المستوى الهزيل الذي قدمه برشلونة هذا الموسم ، صبت كل التكهنات لصالح البافاريين ،والحلم بتكرار السباعية الشهيرة على يد نفس الفريق .
وعاش النادي الكتالوني تقلبات عدة، بداية من خسارة السوبر المحلي وما تبعه من إقالة مدربه إرنيستو فالفيردي، ثم جاء تعيين كيكي سيتيين ليس ليحسن الأوضاع، بل ليزيد الطين بلة ويستمر الفريق في تراجعه، سواء على مستوى الأداء أو النتائج، والمحصلة، موسم صفري حتى الآن، وخلافات خرجت للعلن بين المدرب والإدارة واللاعبين.
على الجبهة الأخرى، واصل بايرن ميونخ هيمنته محلياً، فحقق الثنائية دون عناء، وكان أحد أفضل الفرق في أوروبا أجمع منذ عودة النشاط الكروي، وجاء انتصاره الساحق على تشيلسي مطلع الأسبوع برباعية ليؤكد جاهزيته من أجل المضي قدماً في حلم الثلاثية.
كل تلك المعطيات المذكورة مهدت من أجل مباراة تبدو أنها ستكون من جانب واحد لمصلحة الوحش الألماني، وحديث عن أن القرعة خدمت بايرن بأن يبتعد عن فرق مثل سيتي وأتلتيكو وتأتي له ببرشلونة في أحد أسوأ نسخه في السنوات الماضية.
ولكن السؤال، هل برشلونة حقاً بذلك السوء؟ من شاهد لقاء نابولي يعلم أن البلوجرانا قدم عرضاً محترماً يليق بفريق عتيد أوروبياً ويريد المنافسة على اللقب، حسم الأمور مبكراً بهدفين ثم أضاف ثالثاً قبل نهاية الشوط الأول، وحد تماماً من خطورة ومفاتيح لعب ضيفه الإيطالي.
نقطة أخرى لا يمكن إغفالها هي الحالة الممتازة التي ظهر عليها ليونيل ميسي أمام الإيطاليين، بمفرده سجل الهدف الثاني بمهارته المعهودة، وقدم أحد أفضل عروضه هذا الموسم ليثبت أن دوري الأبطال تظل بطولته المفضلة التي تخرج أفضل ما عنده، وحتى عند فريقه ككل مهما كان تراجعه وسوء موسمه.
كيكي سيتيين وكأنه فهم الدرس وقرر عدم الفلسفة واللعب على المضمون، النهج الذي اتبعه سابقه فالفيردي ورغم أنه لم يقنع ولكن كان مفتاحاً للانتصارات، على الأقل محلياً، والآن سيتيين هو الآخر يقوم بالمثل، يتبع أسلوب السهل الممتنع من أجل الإبقاء على حظوظ فريقه القارية، وحظوظه هو شخصياً للاستمرار الموسم المقبل مدرباً للبلوجرانا.
نعم، بايرن ميونخ يدخل القمة كمرشح فوق العادة للانتصار، ولكن الحديث عن فوز بنتيجة عريضة قد يبدو بعيداً عن الواقع، برشلونة مهما تراجع يبقى برشلونة، أحد كبار القوم في أوروبا ومرشح للقب هذا العام أيضاً رغم كل العثرات، ومن ينتظر انتصاراً عريضاً للبافاري قد يكون عليه مراجعة حساباته، لأن الأقرب هو مباراة متكافئة بين الطرفين مهما كان الحال في الأشهر الماضية.
فلم تؤول نتيجة اللقاء ؟ شاركنا رأيك.