الأسباب الكامنة وراء رغبة ميسي
في الرحيل عن برشلونة
أبلغ النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إدارة برشلونة الإسباني الثلاثاء الفائت برغبته في الرحيل عن النادي، وهو الأمر الذي أكدته رئاسة النادي الكاتالوني التي أكدت بالفعل أنها تلقت برقية من ميسي، يبلغهم فيها برغبته في الرحيل عن الفريق بشكل فوري.
غير أن ما يعكر هذا الطلاق أو الرحيل الفوري و"المجاني" من خلال تفعيل بند "فسخ العقد" هو الفقرة ذاتها الموجودة في عقده مع الفريق، حيث، يؤكد الفريق الكتالوني أن هذا البند في العقد بات منتهي الصلاحية منذ يونيو الماضي، وبالتالي فإن الفريق الذي يريد الحصول على خدمات ميسي عليه أن يدفع مبلغ 700 مليون يورو لفسخ العقد.
وكان ليونيل ميسي قد صرح السنة الفارطة بما يلي : «يعرفني شعب برشلونة ويعرفون أنه لا يوجد أي نوع من المشاكل. بخلاف ما ينص عليه العقد، ما أشعر به لهذا النادي يتجاوز أي توقيع وأي ورقة، لذلك ليس في هذا الشأن أي مشكلة».هذه العبارة، التي نطق بها النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في الثاني من دجنبر 2019 في مسرح شاتليت في باريس في اليوم الذي حصل فيه على الكرة الذهبية السادسة، دمرت نفسها بنفسها في تسعة أشهر. وتحول هذه الكلمات المعسولة إلى رسالة لمشجعي برشلونة يطلب من خلالها إنهاء عقده مع الفريق مجانا.
سيتم معرفة أسباب وداع ميسي عندما يقرر الأرجنتيني، الذي يتعذر فهمه دائمًا، وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ بالأسباب الكامنة وراء هذا الطلب، إلا أن محللين رياضيين وغير رياضيين أوضحوا أن أكبر هذه الأسباب هي الخلافات العديدة مع سياسة إدارة النادي برئاسة جوسيب ماريا بارتوميو.
وفي الواقع ، لم تكن علاقة ميسي بالإدارة منذ سجن الرئيس السابق لابورتا بالأفضل، على الرغم من أنها لم تصل أبدًا إلى هذا الحد من التدهور، فلقد مر وقت طويل لم يستقبل فيه اللاعبون في غرفة خلع الملابس رئيسهم بالبشكل الجيد.
واتسمت قرارات رئاسة النادي الكاتالوني بالارتجالية في هذه الأشهر التسعة ، فعلى سبيل المثال، قررت رئاسة برشلونة إقالة إرنستو فالفيردي في يناير لإعطاء دم جديد للفريق وتعاقدت مع كيكي سيتين.
لم تكن علاقة ميسي بالجيدة مع السكرتير التنفيذي إريك أبيدال الذي حمّل غرفة تبديل الملابس مسؤولية اتخاذ القرار في أوائل فبراير قائلا: «كثير من اللاعبين لم يكونوا راضين ولم يعملوا بجد».
وقام ميسي بالرد: «أنا بصراحة لا أحب القيام بهذه الأشياء، لكني أعتقد أن كل فرد يجب أن يكون مسؤولاً عن مهامه ويتحمل مسؤولية قراراته. عندما لا يكون اللاعبون على ما يرام في الملعب، نحن أول من نعترف بذلك، لكن يجب أن يتحمل المسؤولون عن الإدارة الرياضية مهامهم، وقبل كل شيء يتحملون مسؤولية القرارات التي يتخذونها».
وفي مارس الماضي وبعد توقف الدوري بسبب تفشي وباء كورونا كوفيد 19 ، اشتغلت حرب التصريحات والتصريحات المضادة بعد قيام الإدارة بتفعيل حالة الطوارئ، واضطر برشلونة لمواجهة تخفيض في الرواتب، وقام بعض أعضاء الإدارة بكشف أن بعض اللاعبين رفضوا تخفيض رواتبهم، وانتظر الأرجنتيني حتى يتم إغلاق الاتفاق مع مجلس الإدارة لشن هجوم عليه.
مرة أخرى بقوة، قال ميسي: «لم يتوقف الأمر عن مفاجأتنا أنه من داخل النادي، كان هناك من حاول وضعنا تحت المجهر وحاولوا زيادة الضغط للقيام بشيء كنا نعلم دائمًا أننا سنفعله وهوقبول تخفيض الرواتب.
ولم يسلم المدرب كيكي سيتين من انتقادات الأرجنتيني أيضًا. حيث كان سيتين غير راضٍ عن الرؤية التي كانت لدى القائد حول إمكانات الفريق، وقام ميسي بالتصحيح له: «سيتين أخطأ في الأمر أو فسروه له بشكل سيء، لكن لا يمكننا الفوز بدوري الأبطال كما كان الحال قبل التوقف. كل شخص لديه رأيه وكل الآراء تُحترم للغاية. ولكن رأيي يعتمد على حقيقة أنني كنت محظوظًا بما يكفي للعب دوري الأبطال كل سنواتي كلاعب في الفريق الأول».
وكانت الهزيمة بنتيجة 1-2 في كامب نو أمام أوساسونا هي النقطة التي أفاضت الكأس وخلالها أعلن ميسي: «الناس نفد صبرهم لأننا لا نعطيهم أي شيء». ربما كان يقصد أن صبره هو نفسه الذي نفذ، ثم أطفأ النار المشتعلة بعد مباراة الجولة الأخيرة أمام ديبورتيفو ألافيس، وكانت بمثابة هدنة قبل خوض دوري أبطال أوروبا، ولكن كارثة 8-2 أمام بايرن ميونخ عجلت بكل شيء.
المؤتمر الصحفي لتقديم المدرب الجديد رونالد كومان، والذي غير فيه المعادلة مع الأرجنتيني: «لا أعرف ما إذا كان علي إغراء ميسي أم لا؛ أريد أن أعرف ما يفكر فيه وكيف يريد الاستمرار»؛ ولكن الإصرار على نقلة نوعية في طريقة اللعب والطريقة التي يودع فيها النادي لويس سواريز (ثالث هداف تاريخي لبرشلونة)، جعلت ميسي يحسم قراره.
وتيقى أسئلة عشاق برشلونة مطروحة بالبند العريض : لماذا ياميسي ترك الفريق الذي ترعرعت فيه والذي آواك عندما كنت مريضا وجعل منك نجما ستتحدث عنه الأجيال لعشرات السننين ؟ أهكذا يرد الجميل ؟ .......