لماذا سورة الدخان ؟
في هذه المقالة ، سيكون حديثنا عن سورة الدخان والتي هي من السور المكية، وقد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتحتل الجزء الخامس والعشرين في القرآن الكريم، ورقمها من حيث ترتيب السور في المصحف هو 44، عدد آياتها 59 آية. وسميت سورة الدخان بهذا الاسم، لأن الله تعالى جعل الدخان آية من آياته التي يرهب بها الكافرين. وقد ذكر ذلك في السورة حيث قال تعالى: "يومَ تَأتي السَّماءُ بدُخانٍ مبينٍ".
سبب نزول سورة الدخان
عن ابن مسعود قال: إن قريشا لما استعصيت على النبي دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى أكلوا العظام فجعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى ما بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فأنزل الله فارتقب يوم تاتي السماء بدخان مبين فأتى رسول الله فقيل : يا رسول الله استسق لمضر فإنها قد هلكت؛ فاستسقى فسقوا فنزلت إنَّا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون فلما أصابتهم الرفاهية عادوا إلى حالهم فأنزل الله: يوم نبطش البطشة الكبرى إنَّا منتقمون.
من فضائل سورة الدخان
• تعتبر سورة الدخان من أعظم السور التي يمكن قراءتها قبل النوم، فبسببها تتحقق الكثير من البركات والأفضال:
• قراءة سورة الدخان يفتح قلب المسلم للتوبة.
• إن الالتزام بقراءة سورة الدخان كل يوم قبل النوم ، يجعل الملائكة تستغفر لم يقرأها، لذا دعانا الرسول صلى الله عليه وسلم بمداومة قراءتها كل ليلة.
• قراءة سورة الدخان يفتح قلب المسلم للتوبة.
• قراءة الدخان كل ليلة تفتح أبواب الرزق والبركة.
• المداومة على قراءة سورة الدخان يزيل الهموم والأحزان من القلوب.
• الالتزام بقراءة سورة الدخان يهذب النفس وينقيها من الشرور.
• سورة الدخان تمنح صاحبها الخير والبركة والسعادة وتزيل عنه الأحزان.
• قراءة سورة الدخان يومياً تحصن المسلم من الشرور..
• الالتزام بقراءة سورة الدخان تزرع الشعور بالراحة والسكينة والطمأنينة في نفس المسلم وتشعره بالراحة.
• سورة الدخان تنير بصيرة الإنسان وتكشف للمسلم خفايا كثيرة تدور حوله.
• من فضائل قراءة سورة الدخان قبل النوم أنها تحفظ المسلم وتحميه من الشيطان حتى يصبح.
• المداومة على قراءة سورة الدخان تجعل المسلم متأكداً من أن فرج الله قريب وهو القادر على تحويل الأمور للخير.
• الالتزام بقراءة سورة الدخان يفضل أن يكون في بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة قيام الليل، ويستمر حتى شروق شمس اليوم الجديد.
• ومن المتستحب للمسلم المؤمن قراءة سورة الدخان سبع مرات كل ليلة لنيل الفضل كاملاً.
مقاصد سورة الدخان
كان الشهيد سيد قطب رحمه الله قد لخَّص مقاصد هذه السورة بقوله: "إنها سورة تهجم على القلب البشري من مطلعها إلى ختامها، في إيقاع سريع متواصل؛ تهجم عليه بإيقاعها، كما تهجم عليه بصورها وظلالها المتنوعة المتحدة في سمة العنف والتتابع، وتطوف به في عوالم شتى بين السماء والأرض، والدنيا والآخرة، والجحيم والجنة، والماضي والحاضر، والغيب والشهادة، والموت والحياة، وسنن الخلق ونواميس الوجود...فهي -على قصرها نسيباً- رحلة ضخمة في عالم الغيب وعالم الشهود"
وبالتالي ، يمكن ذكر مقاصد هذه السورة المباركة كما يلي:
- ابتدأت سورة الدخان بالتحدي بإعجاز القرآن، وأن القرآن تنزيل من الله العزيز الحكيم، فهو كتاب عظيم معجز، جاء بالحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
- إقامة الأدلة على ربوبيته سبحانه وعظم سلطانه، وإثبات انفراده تعالى بالإلهية بدلائل ما في السماوات والأرض من آثار خلقه وقدرته وما فيها من نعم، وجب على العباد شكرها لا إجحادها.
- تعليم للرسول صلى الله عليه وسلم أن يرشد المؤمنين إلى أن يغفروا للذين لا يؤمنون ؛ ففضائل أخلاق المؤمن، ومنها المغفرة جزء من الدعوة المحمدية المؤثرة في جذب الكافرين إلى الإيمان والإسلام، وأن يبين لهم ثواب الله العظيم، الذي أعده للدعاة الصابرين، الذين يغفرون ولا يحقدون، ويتجاوزون عن إساءات من أساء إليهم .
- تعريف للناس بربهم، رب السماوات والأرض وما بينهما، وإثبات لوحدانيته، وهو المحيي المميت رب الأولين والآخرين..
- بيان أن المعرضين عن تدبر القرآن ألهاهم الاستهزاء واللمز عن التدبر، فحق عليهم دعاء الرسول بعذاب الجوع؛ إيقاظاً لبصائرهم بالأدلة الحسية حين لم تنجع معهم الدلائل العقلية؛ ليعلموا أن إجابة الله دعاء رسوله صلى الله عليه وسلم دليل على أنه أرسله ليبلغ عنه مراده.
- ضَرْبُ المثل بأمم قد خلت، عصوا رسل الله إليهم، فحلَّ بهم من العقاب ما من شأنه أن يكون عظة لمن بعدهم؛ تفصيلاً بقوم فرعون مع موسى ومؤمني قومه، ودون التفصيل بقوم تُبَّع، وإجمالاً وتعميماً بالذين من قبل هؤلاء.
- بيان موجز عن بني إسرائيل بعد أن أنجاهم الله من العذاب المهين، الذي كانون يعانونه في مصر مستَعْبَدين.
- بيان موقف مشركي مكة إبان التنزيل من إنكار الآخرة والبعث، ومجادلتهم بالإقناع وبالإنذار بيوم الدين.
- تضمنت السورة حديثاً عن شجرة الزقوم في الجحيم، التي يكون منها طعام الأثيم، وعرض مشهدين من مشاهد يوم القيامة:
الأول: يتضمن بيان صنف من أصناف عذاب الكافرين المجرمين في الجحيم.
الثاني: يتضمن بيان بعض نعيم المتقين في جنات النعيم في مقابل بيان بعض عذاب الكافرين الجاحدين.
- خطاب من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بشأن القرآن الكريم، وتيسيره بلسانه العربي المبين، وإلماح ببشارته بأنه منصور بنصر الله له، وبأن المشركين المعاندين مخذولون، وبأن الله سينتقم منهم يوم الدين {يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم}
- تصفُ سورة الدخان ما اعدَّه الله تعالى لعباده المؤمنين ، قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .