عيد المولد النبوي
يحل عيد المولد النبوي لهذه السنة ،والمغرضون لهذا الدين الحنيف لايتوارون على الإساءة لمن جاء بهذه الرسالة الحنبلية سيد الخلق أجمعين محمد عليه أفضل صلاة وأفضل تسليم .
وعليه يبقى يوم الاحتفال بعيد المولد النبوي من الأيام التي ينتظرها المسلمون في شتى أنحاء العالم ببالغ الفرح . لذا يتساءل الكثيرون عن موعد المولد النبوي 2020 ، حيث إن الاحتفال بميلاد الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- عمل من الأعمال الجليلة، ومظهر من المظاهر الطيبة، وبرهان يتجلى فيه حب هذه الأمة لنبيها وتعلقها برسولها الكريم صلى الله عليه وآله وسلم . أما عن يوم الاحتفال به هذه السنة 2020 ، فسيكون يوم الخميس 29 أكتوبر 2020 الموافق ل 12 من ربيع الأول 1442
متى ولد النبي محمد
يقول الله سبحانه وتعالى: «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وهذه الرحمة لم تكن محدودة، فهى تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان؛ بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره قال تعالى: «هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم».
وبرجح أغلب علماء المسلمين أن ولادة النبى المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- فى يوم الاثنين بلا خلاف، والصحيح أن ذلك كان وقت طلوع الفجر، والراجح الذى عليه الأكثرون من المؤرخين وأهل العلم: أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم كان لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وهذا هو الذى جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى مولد الحبيب المصطفى والنبي المجتبى -صلى الله عليه وآله وسلم-، وكان ذلك فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وكانت ولادته فى شعب أبى طالب بمكة المكرمة.
والدليل هو ما رواه الإمام مسلم فى «صحيحه» عن أبى قتادة الأنصارى رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: «ذاك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت -أو أنزل علي- فيه».
يقول عبد الملك بن هشام "السيرة النبوية" : [ولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين، لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، عام الفيل]، وقال الحافظ ابن كثير فى "البداية والنهاية" وهذا ما لا خلاف فيه أنه ولد صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين.
توقيت المولد بالتقويم الميلادي
التحقيق والصواب الذي تدل عليه كتب التوفيقات بين التاريخين الهجرى والميلادى: أن مولده صلى الله عليه وآله وسلم وافق يوم الثانى والعشرين من شهر أبريل عام 572 ميلادية، وهذا الشهر الميلادى هو أول شهر ربيعى كامل، فوافق ربيع مولده القمرى فصل الربيع، واستدار الزمان ليوم ميلاده الشريف، والربيع هو الموسم الذى تتفتح فيه الزهور، وتغرد الطيور، وتحلو الحياة.
وبناء على ذلك: فقد ولد النبى صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول، وقت طلوع الفجر، فى عام الفيل، فى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، وهذا هو الذي جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور فى احتفالهم بذكرى المولد النبوى الشريف على صاحبه أشرف الصلاة وأتم السلام، ووافق ذلك يوم الثانى والعشرين من شهر نيسان أبريل عام 572 ميلادية، وذلك فى فصل الربيع
محبة النبي صلة الله عليه وسلم
المحبة لها جوانب متعددة، مثل؛ محبة الاستلذاذ كحب الصور الجميلة والمناظر والأطعمة والأطعمة، وتعد تلك محبة فطرية، أو تكون محبة من خلال إدراك العقل، وهذه محبة معنوية وتكون لمحبة الخصال الشريفة، والأخلاق الحسنة، والمواقف الفاضلة، ومحبة من أحسن إليك أو قدم لك معروفًا. وقد أخبر النووي رحمه الله أن هذه المعاني جميعها موجودة في حب النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جمع جمال الظاهر وجمال الباطن، وأنواع الفضائل كلها، وقد كان يحسن إلى المسلمين جميعهم بهدايته لهم إلى الصراط المستقيم.محمد صلى الله عليه وسلم خير قدوة
خير قدوة هو النبي صلى الله عليه وسلم، لِما اتصف به من صفات الكمال البشري، حتى أثنى الله تعالى عليه في القرآن الكريم، وزكى أخلاقه صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ" وزكى دعوته صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: "وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ". إذا كانت القُدوة في القرآن محصورة في الأنبياء والصالحين، فأهم نبي من الأنبياء السابقين جاءت الدعوة إلى الاقتداء والتأسي به، هو نبي الله إبراهيم عليه السلام، أبو الأنبياء، ومن المتأخرين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي جُمع فيه ما تفرق من فضائل السابقين واللاحقين، وشَكّل نموذج الكمال البشري، كما جمعت رسالته ما تفرق في الشرائع السماوية السابقة.
محبته وتعظيمه صلى الله عليه وسلم
محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه مرتبة عليا من الإيمان، وهي نتيجة لمعرفة: أخلاقه العظيمة، وسنته الطاهرة، ورسالته الرحيمة، وحبه لأمته وفضله على البشرية جمعاء، فهو الرحمة المهداة والنعمة المسداة والسراج المنير. محبته صلى الله عليه وسلم نتيجة لاتباع سنته والسير على منهاجه والعيش في ظلال الإيمان والطاعة، حتى تصفو النفس وتسمو الروح، وتتعلق بالعالم العلوي، فتتعلق بالله تعالى، وبنبيه صلى الله عليه وسلم، فيذوق المؤمن المحب حلاوة الإيمان.
ونختم مقالتنا هذه عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- القدوة، بهذا الدعاء :اللهم صلِّ على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد .