اعرف نبيك صلى الله عليه وسلم
تكون محبة النبي صلى الله عليه وسلم ملازمة بمعرفة صفاته وأخباره ، ويبقى من شروط الإيمان بالنبي محمد نبياََ ورسولاََ واتخاذه أسوة وقدوة؛ معرفة هديه وسنته وكيف أن هذا الإنسان خضع لربه وامتثل لأوامر خالقه،
ا
النَّسَب الشريف لنبيِّنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم:
هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن عبد مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه واتفقوا أيضا أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.
أسماء النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
عن جبير بن مطعم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: « إن لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد » [متفق عليه]. وعن أبي موسى الأشعري قال : كان رسول الله يسمي لنا نفسه أسماء فقال : « أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة » [مسلم].
طهارة نسب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم من السفاح:
تشير جميع الروايات أن نسب سيِّدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم طاهرٌ وشريفٌ، وليس فيه شيءٌ من سفاح أهل الجاهلية من لدن آدم عليه السلام إلى ميلاد نبيِّنا صلَّى الله عليه وسلَّم.
روى مسلم عن واثلة بن الأسقع، قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ((إنَّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)).
وقد روى الطبراني عن عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((خرجتُ من نكاح، ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمِّي، ولم يُصبني من سفاح الجاهليَّة شيءٌ)).
رضاعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أيامًا، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحوًا من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.
ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: «زوروا القبور؛ فإنها تذكر بالموت» (مسلم). فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه، وكفله جدّه عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر ثماني سنين توفي جده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره وآزره حين بعثه الله أعزّ نصر وأتم مؤازرة، مع أنه كان مستمرًّا على شِركه إلى أن مات، فخفّف الله بذلك من عذابه كما صحّ الحديث بذلك.
صيانة الله تعالى له من دنس الجاهلية:
تكفل الله سبحانه وتعالى قد بصيانة وحماية نبيه منذ الصغر، وطهره من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلُقٍ جميل، حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين؛ لما شاهدوه من طهارته وصدق حديثه وأمانته، حتى إنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه أول داخل عليهم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: جاء الأمين. فرضوا به، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه صلى الله عليه وسلم. (أحمد والحاكم وصححه).
زواج النبي صلى الله عليه وسلم:
تزوج محمد الإنسان خديجة وله خمس وعشرون سنة، وكان قد خرج إلى الشام في تجارة لها مع غلامها ميسرة، فرأى ميسرة ما أبهره من أخلاق وفضائل، وما كان يتحلى به من صدق وأمانة، فلما رجع أخبر سيدته بما رأى، فرغبت إليه أن يتزوجها.
وماتت خديجة -رضي الله عنها- قبل الهجرة بثلاث سنوات، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، فلما ماتت خديجة -رضي الله عنها- تزوج عليه السلام سودة بنت زمعة، ثم تزوج عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ولم يتزوج بكرًا غيرها، ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث رضي الله عنها، وتزوج أم سلمة واسمها هند بنت أمية رضي الله عنها، وتزوج زينب بنت جحش رضي الله عنها، ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية بنت الحارث رضي الله عنها، ثم تزوج أم حبيبة -رضي الله عنها- واسمها رملة وقيل هند بنت أبي سفيان.
وتزوج إثر فتح خيبر صفية بنت حييّ بن أخطب رضي الله عنها، ثم تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، وهي آخر من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وصف الرسول صلى الله عليه وسلم كأنك تراه
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً، ليس بالطويل البائن ولا القصير، عريض ما بين المنكبين، ضخم الرأس واليدين والقدمين، منهوس العقبين..
أبيض مليح الوجه، تعلوه حُمرة، أسيل الخدين أي أنه قليل اللحم من غير نتوء، واسع الجبين، أسود الحدقة، أهدب الأشفار ، أدعج العينين ، ضليع الفم، أقنى الأنف، كثّ اللحية، جمته (شعره) إلى شحمة أذنيه، رَجِلَ الشعر، ليس بالسَّبِط ولا الجَعْد القَططِ، وقُبض وليس في رأسه ولحيته سوى عشرون شعرةً بيضاء.
أولاده النبي صلى الله عليه وسلم :
كل أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر وأنثى من خديجة بنت خويلد، إلا إبراهيم، فإنه من مارية القبطية التي أهداها له المقوقس. فالذكور من ولده : القاسم وبه كان يكنى، وعاش أياما يسيرة، والطاهر والطيب. وقيل: ولدت له عبدالله في الإسلام فلقب بالطاهر والطيب. أما إبراهيم فولد بالمدينة وعاش عامين غير شهرين ومات قبله بثلاثة أشهر.
بنات الرسول صلى الله عليه وسلم:
زينب هي أكبر بناته، وتزوجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ورقية تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفاطمة تزوجها علي بن أبي طالب فأنجبت له الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة، وأم كلثوم تزوجها عثمان بن عفان بعد رقية رضي الله عنهن جميعًا. قال النووي: فالبنات أربع بلا خلاف، والبنون ثلاثة على الصحيح.
من فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم
قال الحق سبحانه يبين فضل الحبيب على العالمين: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
وقال جل من قائل واصفا نبيه: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}.
وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا}.
وقال صلى الله عيه وسلم: (أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة) رواه مسلم. وقال أيضا: (فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون) رواه مسلم.
أبرز صفات النبي صلى الله عليه وسلم
صبر النبي صلى الله عليه وسلم على الأذى:
رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بقومه:
أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم
من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان أجود الناس، وأصدقهم لهجة، وألينهم طبعا، وأكرمهم عشرة، قال تعالى : { إنك لعلى خلق عظيم } . وكان أشجع الناس وأعف الناس وأكثرهم تواضعا، وكان أشدهم حياء من العذراء في خدرها، يقبل الهدية ويكافئ عليها، ولا يقبل الصدقة ولا يأكلها، ولا يغضب لنفسه، وإنما يغضب لربه، وكان يأكل ما وجد، ولا يدخر ما حضر، ولا يتكلف ما لم يحضره، وكان لا يأكل متكئا ولا على خوان، وكان يمر به الهلال ثم الهلال ثم الهلال، وما يوقد في بيته نار، وكان يجالس الفقراء والمساكين ويعود المرضى ويمشي في الجنائز. وكان يمزح ولا يقول إلا حقا، ويضحك من غير قهقهة، وكان في مهنة أهله، وقال: « خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي » ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: خدمت رسول الله عشر سنين فما قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله، ألا فعلت كذا!!. وما زال يلطف بالخلق ويريهم المعجزات، فانشق له القمر، ونبع الماء من بين أصابعه، وحن إليه الجذع، وشكا إليه الجمل، وأخبر بالغيوب فكانت كما قال.
هذا فيض من غيث في حق سيد الخلق أجمعين ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم . فقد كان من أسباب كتابة هذه الأسطر تذكير النشئ بنبيهم ورسولهم ولما يحاك لهذا الدين الحنيف من دسائس . يقول تعالى : " ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين " صدق الله العظيم .