المختصر المفيد في صيام شهر شعبان

 المختصر المفيد في صيام شهر شعبان
المؤلف ثقافة وترفيه
تاريخ النشر
آخر تحديث

 المختصر المفيد في صيام شهر شعبان

المختصر المفيد في صيام شهر شعبان



يجمع جمهور الفقهاء في كافة المذاهب الإسلامية من الحنفية والمالكية والشافعية إلى استحباب صوم شهر شعبان، لما روت " عائشة رضى الله تعالى عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر صياما منه في شعبان

هل يجوز صيام كل شعبان ؟

يستحب للمسلم الصيام من شهر شعبان أكثر أيامه، وكان هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ شَهْرًا أَكْثَرَ مِنْ شَعْبَانَ، فَإِنَّهُ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، وَكَانَ يَقُولُ: «خُذُوا مِنَ العَمَلِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا».

وعنها أيضًا: «كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ صَامَ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا».

وعن أم سلمة رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، «أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَصُومُ مِنَ السَّنَةِ شَهْرًا تَامًّا إِلَّا شَعْبَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ».

وهذا الكلمات التي تعبر عن الكلِّية والتمام توحي بالاستدامة منه صلى الله عليه وسلم بداية، وإن كان الراجح أنه كان لا يتم صيام شهرٍ بأكمله إلا رمضان، فعن عائشة أيضًا قالت: «وَمَا صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَهْرًا كَامِلًا إِلَّا رَمَضَانَ».

شهر شعبان شهر يتجهز فيه المسلم لصيام رمضان

 نعم هي مَزيّة أخرى تفضّل بها شهر شعبانَ على كافة الشّهور الأخرى ، هي أنّ شهر شعبان هو الشّهرُ السّابقُ لشهرِ رمضان، وقد نعته قُدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه شهرَ يتجهز فيه المسلم لرمضان، فقد جاء في حديثِ أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّها قالت: "كان أحَبَّ الشُّهورِ إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يَصومَه: شعبانُ، ثمَّ يصِلُه برَمَضانَ"، ومن الأدلّة على أنّ شهرَ شعبان هو شهر التّجهيز لرمضان حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- إذ قال: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الصَّوْمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "صَوْمُ شَعْبَانَ تَعْظِيمًا لِرَمَضَانَ" قَالَ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: "صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ".

السير على هدى الحبيب

 يتبيّن مما سبقَ من الأحاديث الشّريفة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يفضّل شهر شعبان على كثير من أشهر العامّ، ويجدر بالإنسان المسلم بعد أن عرَفَ بعضاً من اهتمام النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بشّهر شعبان أن يسعى لاتّباع هدى الحبيب عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فيُكثر من صيام شّهر شعبان ويفرده بالعناية التي أفردها به قُدوتنا صلى الله عليه وسلّم.

شهر شعبان شهر ترفع فيه الأعمال

خص الله تعالى شهر شعبان عن باقي شهور العام، أنّه شهرٌ( شعبان) ترفَعُ فيه أعمال النّاس إلى الباري، وهو الأمر الذي أكده  النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الحسن الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: "شَعْبَانُ بَيْنَ رَجَبٍ وَشَهْرِ رَمَضَانَ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ، تُرْفَعُ فِيهِ أَعْمَالُ الْعِبَادِ، فَأُحِبُّ أَنْ لَا يُرْفَعَ عَمَلِي إِلَّا وَأَنَا صَائِمٌ".

ليلة النصف من شعبان

 يجوز للمسلم أن يصوم النصف الثاني من شهر شعبان على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المالكيّة، والحنفيّة، وقد استدلّوا بحديث عمران بن حصين أنّ: (رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ له، أَوْ لِآخَرَ، : أَصُمْتَ مِن سُرَرِ شَعْبَانَ؟ قالَ: لَا، قالَ: فَإِذَا أَفْطَرْتَ، فَصُمْ يَومَيْنِ)، وهذا ما ذهب إليه مَن فسّرَ السُّرَر بمعنى: الوَسط، وخالفهم في ذلك الحنابلة؛ إذ ذهبوا إلى أنّ صيام النِّصف من شعبان مكروه؛ لقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إذا انتصف شعبانُ، فلا تصوموا حتى يكونُ رمضانُ)، وذهب الشافعيّة إلى حُرمة صيام النصف الثاني من شعبان؛ لأنّ ذلك قد يكون سبباً في ضَعف العبد عن صيام رمضان؛ واستدلّوا بالدليل الذي استدلّ به الحنابلة نفسه.

ومن اعتاد صيام الإثنين والخميس، فلا ينبغي أن يترك صيامهما في النصف الأخير من شعبان، ولو تركه، فلا يأثم، لكن يفوته أجر صيامهما.




تعليقات

عدد التعليقات : 0