العشر الأواخر من رمضان

يعتبر هذا الدعاء من الأدعية العظيمة التي كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يدعو بها لنفسه ولأصحابه خصوصاً في العشر الأواخر من شهر رمضان ، وهذا الحديث علمه قدوتنا محمد عليه أفضل الصلاة وأعظم تسليم لأمته رحمة بهم وشفقة عليهم ، إذ لم يترك هذا الدعاء من خيري الدنيا والآخرة أمرا إلا وتضمن أكمل ما فيه وأحسنه .

عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ :

( اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا ، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا ، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا )

وهذا الدعاء جامع لخيري الدنيا والآخرة ،وهذه الدعوة جامعةٌ لأبواب الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، فقد جمعت من مقاصد ومطالب جليلة فيما يحتاجه العبد في دينه ودنياه،  لهذا كان عليه الصلاة والسلام نادراً ما يقوم من مجلس إلا وقد رطب لسانه من هذه الكلمات، والدعوات الجميلة، وهي إشارة إلى كل مسلم أن يتعلم معاني هذا الحديث، ويعمل بمضامينها ويكثر منها، خاصة في المجالس اتباعاً واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن ثم نقف مع هذا الدعاء ، وقفة تأمل ، نستلهم منه الدروس والفوائد والعبر والعظات .

حكم الدعاء به جماعة

يُجمع أغلب علماء الأمة على أن الدعاء جماعة أمر جائز ولا بأس فيه ؛ وهو ظاهر الرواية في هذا : " قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ "، 

أعانانا الله وإياكم على قيام هذه الأيام العشر من شهر رمضان على الوجه الذي يرضيه وأن يجعل أجرها في ميزان حسناتنا وحسنات والدينا ووالديكم . آمين ، آمين ، آمين .