المتحابون في الله
في حديث الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ قال: «ما أعددت لها؟» قال: لا شيء إلا أني أحب الله ورسوله، قال: «أنت مع من أحببت». قال أنس بن مالك رضي الله عنه: فما فرحنا بشيء فرحنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «أنت مع من أحببت». قال أنس: فأنا أُحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم.
رجلان تحابا في الله فاجتمعا عليه وافترقا عليه
ولذلك فمن أحب أحداً فليخبره بذلك بقوله: إني أحبك في الله، ومن ثمة سيبرهن بأفعاله عن صدق أقواله بالمعاملة الحسنة والإحسان إليه حتى يصدقه ويكافئه بمثل ما يصنع معه. وفى الحديث الصحيح الذي رواه أبو داود من حديث المقدام بن معد يكرب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه»
فالرجلان اللذان لم تكن مفاتن الدنيا سبب اجتماعهما ، إنما كان سبب اجتماعهما هو طاعة الله ورضاه، وإعلاء كلمة لا اله إلا الله ، وبالتالي فإن الجزاء يكون رضى الله ، ففي حديث مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن رجلاً زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله على مدرجته - أي: على طريقه ـ ملكًا، فلما أتى عليه قال الملك: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه نعمة تربها؟ "أي: هل تريد أن تحافظ على أمر دنيوي بينك وبينه بهذه الزيارة " قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه»
فاللهم اجعلنا من المتحابين فيك لأن المتحابين في الله على منابر من نور لأنهم يجتمعون في الدنيا على الأمر الذي يحبه الله ويرضاه ، فتنزل عليهم السكينة وتغشاهم الرحمة، وتحفهم الملائكة ويذكرهم الله فيمن عنده .