دعاء ليلة الجمعة المباركة

دعاء ليلة الجمعة المباركة
المؤلف ثقافة وترفيه
تاريخ النشر
آخر تحديث

دعاء ليلة الجمعة المباركة

 

دعاء ليلة الجمعة المباركة




تعتبر ليلة الجمعة أعظم ليالي الأسبوع في الشريعة الإسلامية تميزًا ، حيث يتجه فيها المسلمون لأداء صلاة الجمعة في المسجد والاستماع إلى خطبة الجمعة ، ومن سننها قراءة سورة الكهف. إن ليلة الجمعة تحمل في طياتها السكينة والتأمل، وتعتبر فرصة لتجديد العهد مع الله .

أهمية ليلة الجمعة

إن السبب المباشر لتعظيم صلاة الجمعة هو اختيار الرالباني لهذه الصلاة ويومها بالمزايا والفضائل ، وهو أمر من مظاهر الربوبية لله عز وجل ، لأن الله ينفرد بتعظيم ما يشاء من خلقه ، وما يختار من الزمان والمكان ، فهو الذي يفعل ما يشاء لحكمة يعلمها سبحانه .
وفي هذا الباب يقول ابن القيم رحمه الله :
" فإن الله سبحانه وتعالى هو المنفرد بالخلق والاختيار من المخلوقات ، قال الله تعالى : " وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ " سورة القصص الآية/68...وإذا تأملت أحوال هذا الخلق ، رأيت هذا الاختيار والتخصيص فيه دالا على ربوبيته تعالى ووحدانيته ، وكمال حكمته وعلمه وقدرته ، وأنه الله الذي لا إله إلا هو ، فلا شريك له يَخلُقُ كخلقه ، ويختار كاختياره ، ويدبر كتدبيره ، فهذا الاختيار والتدبير والتخصيص المشهود أثره في هذا العالم من أعظم آيات ربوبيته ، وأكبر شواهد وحدانيته ، وصفات كماله ، وصدق رسله " من كتاب " زاد المعاد " (1/40-43)
وقد قرر أيضا العلامة ابن القيم رحمه الله أن هذا التخصيص والاختيار يدل على فضل ذاتي ومزايا خاصة اختص الله تعالى بها ذلك الزمان المفضل ، فالله جل جلاله يجعل ـ بعلمه وحكمته ـ في المكان ، أو الزمان ، أو الشخص ، ما يؤهله لاختيار الله له ، وتفضليه على ما سواه .
يقول رحمه الله :
" ولم يوفق لفهم هذا المعنى مَنْ سوَّى بين الأعيان والأفعال والأزمان والأماكن ، وزعم أنه لا مزية لشيء منها على شيء ، وإنما هو مجرد الترجيح بلا مرجح ، وهذا القول باطل بأكثر من أربعين وجها قد ذكرت في غير هذا الموضع ، ويكفي تصور هذا المذهب الباطل في فساده...والله سبحانه وتعالى قد رد هذا القول الباطل بقوله تعالى: ( وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) الأنعام/124، قال الله تعالى : ( اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ) الأنعام/124، أي : ليس كل أحد أهلا ولا صالحا لتحمل رسالته ، بل لها محال مخصوصة لا تليق إلا بها ، ولا تصلح إلا لها ، والله أعلم بهذه المحال منكم ، ولو كانت الذوات متساوية - كما قال هؤلاء - لم يكن في ذلك رد عليهم .
وكذلك قوله تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ) الأنعام/53 أي : هو سبحانه أعلم بمن يشكره على نعمته فيختصه بفضله ويمن عليه ، ممن لا يشكره ؛ فليس كل محل يصلح لشكره ، واحتمال منته ، والتخصيص بكرامته ، فذوات ما اختاره واصطفاه ، من الأعيان والأماكن والأشخاص وغيرها ، مشتملة على صفات وأمور قائمة بها ليست لغيرها ، ولأجلها اصطفاها الله ، وهو سبحانه الذي فضلها بتلك الصفات ، وخصها بالاختيار ، فهذا خلقه ، وهذا اختياره : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ) القصص/68... والله سبحانه لا يخصص شيئا ، ولا يفضله ويرجحه إلا لمعنى يقتضي تخصيصه وتفضيله ، نعم هو معطي ذلك المرجح وواهبه ، فهو الذي خلقه ، ثُمَّ اختاره بعد خلقه " انتهى باختصار من " زاد المعاد " (1/53-54)
والخلاصة أن هذه الفضائل كلها لهذه الصلاة الجليلة هي من تفضل الله عز وجل على عباده ، فقد اختارها بأمره ، واختصها بفضله ، فكان لها في الدنيا والآخرة هذا الشأن العظيم .

آداب ليلة الجمعة

الاغتسال والتطيب

قال تعالى: "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" سورة الأعراف الآية 32
وفي حديث عن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ، وَالسِّوَاكُ، وَيَمَسُّ مِنَ الطِّيبِ مَا قَدَرَ عَلَيْهِ». (أخرجه أحمد)

- التبكير في الذهاب إلى الصلاة: 

عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ. عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، قَعَدَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، فَيَكْتُبُونَ النَّاسَ، مَنْ جَاءَ مِنَ النَّاسِ عَلَى مَنَازِلِهِمْ، فَرَجُلٌ قَدَّمَ جَزُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَقَرَةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ شَاةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ دَجَاجَةً، وَرَجُلٌ قَدَّمَ عُصْفُورًا، وَرَجُلٌ قَدَّمَ بَيْضَةً، قَالَ: فَإِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، وَجَلَسَ الإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وَدَخَلُوا الْمَسْجِدَ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ» (أخرجه أحمد). وعَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "ذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فَغَسَلَ أَحَدُكُمْ رَأْسَهُ، وَاغْتَسَلَ، ثُمَّ غَدَا، وَابْتَكَرَ، ثُمَّ دَنَا فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ خَطَاهَا كَصِيَامِ سَنَةٍ، وَقِيَامِ سَنَةٍ" (أخرجه أحمد) .

- الصلاة ركعتين عند دخول المسجد: 

عنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ، فَقَالَ: "إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَقَدْ خَرَجَ الإِمَامُ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ" (أخرجه أحمد ) و\"البُخَارِي\" و"مسلم\"

- الإفساح للناس وعدم تخطي الرقاب:

 عَنْ جَابِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "لاَ يُقِيمَنَّ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، ثُمَّ لِيُخَالِفْ إِلَى مَقْعَدِهِ فَيَقْعُدُ فِيهِ، وَلَكِنْ يَقُولُ: افْسَحُوا" (أخرجه أحمد) ومسلم).

- الإنصات إلى الخطبة وعدم اللغو:

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا" (أخرجه البُخاري). وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ تَبَارَكَ، وَهُوَ قَائِمٌ، فَذَكَّرَنَا بِأَيَّامِ اللهِ، وَأَبُو الدَّرْدَاءِ، أَوْ أَبُو ذَرٍّ يَغْمِزُنِي، فَقَالَ: مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ ؟ إِنِّي لَمْ أَسْمَعْهَا إِلاَّ الآنَ ؟.فَأَشَارَ إِلَيْهِ أَنِ اسْكُتْ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا قَالَ: سَأَلْتُكَ مَتَى أُنْزِلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ، فَلَمْ تُخْبِرْنِي، فَقَالَ أُبَيٌّ: لَيْسَ لَكَ مِنْ صَلاَتِكَ الْيَوْمَ إِلاَّ مَا لَغَوْتَ، فَذَهَبَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، وَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي قَالَ أُبَيٌّ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ أُبَيٌّ.أخرجه ابن ماجة

- قراءة سورة الكهف: 

عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  «من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» (سنن البيهقي الكبري) .
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وغفر الله لنا ولكم وجمعتكم مباركة ومتقبلة إن شاء الله تعالى .






تعليقات

عدد التعليقات : 0