من نفحات بركات ليلة الجمعة

 من نفحات بركات ليلة الجمعة
المؤلف ثقافة وترفيه
تاريخ النشر
آخر تحديث

 من نفحات بركات ليلة الجمعة

من نفحات بركات ليلة الجمعة:نفحات إيمانية وتزكية للروح


تُعدّ ليلة الجمعة والتي تبدأ بغروب شمس يوم الخميس وتنتهي بطلوع فجر يوم الجمعة وهي تعد ليلة مباركة تقودنا إلى خير الأيام، وهو يوم الجمعة الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه "خير يوم طلعت عليه الشمس". 

في هذه الليلة، تبدأ نفحات الرحمة الإلهية تتنزل بشكل خاص، وتتهيأ الأرواح لاستقبال فضائل اليوم التالي. إنها فرصة سانحة للمؤمن ليُكثف من عباداته، ويُقبل على ربه بقلب خاشع، مستشعراً عظمة هذا الوقت المبارك في ميزان الشريعة الإسلامية.

بركات ليلة الجمعة في المذهب السني

الإكثار من الصلاة والسلام على سيد الأنام

تتأكد في ليلة الجمعة ويومها فضيلة عظيمة خاصة بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، وهي الإكثار من الصلاة عليه. وقد ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أكثروا من الصلاة علي في يوم الجمعة ، فإنه يوم مشهود تشهده الملائكة ، وإن أحدا لن يصلي علي إلا عرضت علي صلاته حتى يفرغ منها ، قال : قلت : وبعد الموت ؟ قال : وبعد الموت ، إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» فنبي الله حي يرزق في قبره ". هذه الصلاة هي باب عظيم لنيل الشفاعة ومغفرة الذنوب، وهي علامة على محبة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع سنته. 

وفي هذه الليلة، يتضاعف الأجر وتُعرض صلواتنا على النبي مباشرة، مما يضفي على الليل نفحة من القرب والمحبة النبوية.

قراءة سورة الكهف: نور بين الجمعتين

من السنن المؤكدة التي يحرص عليها المسلمون في ليلة الجمعة أو يومها هي تلاوة سورة الكهف. وقد ورد في فضلها ما رواه الحاكم والبيهقي عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين". 

هذه السورة المباركة تحتوي على قصص وعِبر تُثبِّت القلب على الإيمان، وتُحذِّر من الفتن، وتُذكِّر بيوم القيامة. تلاوتها في هذه الليلة هي بمثابة إضاءة روحية تحمي المسلم من ظلمات الشبهات والشهوات طوال الأسبوع، وتوجهه إلى طريق النور والهداية.

التهيؤ لقيام الليل والدعاء المستجاب

على الرغم من أن قيام الليل سُنة في كل ليلة، إلا أن التهيؤ له في ليلة الجمعة يكون بأهمية مضاعفة، استعداداً لفضائل يومها الذي فيه ساعة استجابة. 

يستغل المؤمن ساعات الليل الهادئة في ليلة الجمعة للوقوف بين يدي الله، طالباً المغفرة ومُناجياً ربه. 

هذا الاستعداد الروحي عبر الدعاء والتضرع في جوف الليل، هو خطوة لتهذيب النفس وتزكيتها، وتجديد العهد مع الله قبل دخول أفضل جزء من يوم الجمعة. كما أن ليلة الجمعة هي فترة مثالية للتخطيط لأعمال البر والعبادة التي سيؤديها في اليوم التالي، كالمشي إلى المسجد وتنظيف البدن والتطيب.

اغتنام التطهر الجسدي والروحي

تبدأ سنن يوم الجمعة من ليلته، ومن أبرزها الاهتمام بـالغسل والتطيب. يُسنّ الاغتسال لغسل الجنابة أو لمجرد التهيؤ للجمعة، وهذا الاغتسال، وإن كان يُؤدَّى في النهار غالباً، إلا أن الاستعداد له وتنظيف البدن في الليل هو جزء من التهيؤ العام لفضل اليوم. يتجاوز الأمر النظافة الجسدية إلى النظافة الروحية؛ فالمسلم يُطهر قلبه من الأحقاد، ويُجدد توبته، ويستكثر من الاستغفار ليُقابل فجر الجمعة بصفاء قلبي ونقاء روحي، جاهزاً لأداء العبادات بخشوع وسكينة.

إن ليلة الجمعة ليست مجرد ليلة عادية، بل هي موسم عبادة صغير يفتح أبواب الخير والبركات. إنها دعوة للمؤمن ليتوقف قليلاً عن صخب الحياة، ويعود إلى فطرته، مُكثراً من ذكر الله، والصلاة على نبيه، والتزود من النور بتلاوة كتابه. 

إن هذه الليلة تُذكِّرنا بضرورة أن نجعل من كل أسبوع بداية جديدة لتصحيح المسار والتقرب من الله، حتى نكون من الفائزين في الدنيا والآخرة.





تعليقات

عدد التعليقات : 0