ببركة ونور في دعاء يوم الأحد

يوم الأحد هو مستهل الأسبوع في كثير من البلدان، وبداية رحلة جديدة من السعي والعمل والعبادة. والسنة النبوية الشريفة علمتنا أن نجعل كل يوم من أيامنا مفتاحاً لباب الرحمة من خلال ذكر الله والتوجه إليه بالدعاء، ليصبح اليوم كله مغمورًا بالبركة والتوفيق.

إن الدعاء في يوم الأحد ليس مجرد تضرع، بل هو تجديد للعهد مع الخالق، واستمداد للعون على الطاعات، وطلب للسلامة من شرور الدنيا. فلنجعل من شروق شمس يوم الأحد إشارة لبدء يوم جديد بقلب موصول بالله، مستضيئين بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام من مأثور الدعاء.

فضل الدعاء في يوم الأحد

يوم الأحد يمثل انطلاقة جديدة لأيام العمل والاجتهاد، والدعاء فيه يمثل تأسيسًا روحياً لهذه الانطلاقة. 

إن الدعاء في يوم الأحد يعتبر بمثابة طلب استعانة من الله لكي يكون السعي مباركًا ومقبولًا. فالدعاء في أي وقت هو صلة العبد بربه، وفي بداية الأسبوع يتأكد هذا الفضل لطلب التيسير في كافة أمور الحياة، سواء كانت دينية أو دنيوية. 

إن المسلم يؤمن بأن تخصيص دعاء معين ليوم معين لم يرد فيه نص صحيح واضح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن باب الدعاء مفتوح على مصراعيه في كل وقت وحين، ويمكن للمسلم أن يتخير الأدعية الجامعة التي تناسب مطلع الأسبوع لطلب الرزق الحلال، والتوفيق في العمل، وحفظ الأهل والوطن.

أدعية من السنّة والقرآن في يوم الأحد

المسلم يلجأ إلى الأدعية الجامعة التي وردت في الكتاب والسنة، والتي تشمل خيري الدنيا والآخرة، وهي الأدعية التي يمكن أن تُردد في أي يوم من الأسبوع ومن ضمنها يوم الأحد، طالبًا بها التثبيت والإعانة.

- "اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بيْنَ عِبَادِكَ فِيما كَانُوا فيه يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فيه مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَن تَشَاءُ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ."

- "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ."

- "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى."

- "اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ مِن زوالِ نعمتِكَ، وتَحوُّلِ عافَيتِكَ، وفُجاءةِ نِقمتِكَ، وجميعِ سخَطِكَ."

- "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ، وَالْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ."

- "رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي."

- "يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ."

- "اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ وتنزعُ الملكَ ممَّن تشاءُ وتُعِزُّ مَن تشاءُ وتذِلُّ مَن تشاءُ بيدِك الخيرُ إنَّك على كلِّ شيءٍ قديرٌ."

من الآداب المستحبة في الدعاء

يحرص المسلم السني على الالتزام بآداب الدعاء التي تزيد من فرص القبول، بغض النظر عن اليوم. ومن أهم هذه الآداب التي يفضل الالتزام بها في صباح يوم الأحد وفي غيره من الأوقات:

استقبال القبلة: 

- إن أمكن ذلك، فهو من آداب الدعاء الحسنة.

رفع اليدين:

وهو من سُنن الدعاء التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليها.

افتتاح الدعاء بحمد الله والثناء عليه:

ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وختمه بذلك أيضًا.

اليقين بالإجابة:

يجب على الداعي أن يكون موقنًا بأن الله سيستجيب دعاءه، ففي الحديث: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة."

الإلحاح والتكرار:

تكرار الدعاء ثلاث مرات والتضرع إلى الله باستمرار.

الدعاء من أجل التوفيق في أمور الدنيا والآخرة

مع بداية أسبوع جديد، يركز كل مسلم في دعائه على جوامع الأمور، طالبًا التوفيق في كل ما يسعى إليه. 

ندعو لأنفسنا ولأهلنا ولأمتنا، مُستحضرين أن الدنيا مزرعة الآخرة، فالدعاء يجمع بين صلاح الحال في المعاش وصلاح المآل في المعاد. ومن أبرز ما يُدعى به:

إن الدعاء في يوم الأحد، كما في سائر الأيام، هو مفتاح الخير والبركة وملاذ المؤمن. 

إن الدعاء يوم الأحد يمثل الشحنة الإيمانية التي تنير درب المسلم في بداية أسبوعه. بالالتزام بالآداب الشرعية والتحري للأدعية المأثورة من القرآن والسنة، نضمن أن يكون هذا اليوم وكل أيام الأسبوع موصولة بالله، مُكللة بالتوفيق والقبول. 

فلنستقبل يوم الأحد بنية صادقة، ودعوة خالصة، وقلب مطمئن، مستشعرين قوله تعالى:"وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ".