8 مارس:أحوال المرأة العربية والمسلمة؟؟؟؟؟؟
في فِلَسطين تعاني المرأة الفلسطينية أشدَّ المعاناة؛ ففي قطاع غزة الحصار مستمرٌّ منذ سنوات ، حصار بسبب اختيار سياسيٍّ حر، حوصرت غزةُ، ومُنع الطعام والشراب عن النساء والأطفال والشيوخ العجائز، فمَنعت نفسَها عن الطعام؛ لتُطعم صغارَها، مُنع الدواءُ عن المرضى، فمَنعت نفسَها من الدواء الذي تحتاجه؛ كي تداويَ وليدها؛ فضاعف ذلك من معاناة المرأة المسلمة الغزَّاويَّة.
كم من امرأةٍ فقدت زوجَها شهيدًا بعدما قصفتْه طائرات الاحتلال، فتحمَّلتْ مسؤولية الأبناء والبنات، وكم من فتاة فقدت والدَيها في قصفٍ، فقامت بدور الأمِّ والأخت، كم فتاةً فقدتْ ذراعَها أو رِجْلها أو أصابتها شظيةٌ في عينها، كم من فتاة في الضِّفة الغربية وقفت أمام حاجز عسكريٍّ صِهْيَوْنِيٍّ فتحرَّش بها جنودُ الاحتلال وأجبروها على التفتيش عاريةً، دون أدنى احترامٍ لحقوقها الإنسانية، ودون أدنى استنكارٍ من الحركة النِّسوية المتطرفة!
في معتقلات الكِيان الصِّهْيوني يتفنَّن جنود الاحتلال في تعذيب المرأةِ المسلمة الفلسطينية، وقد كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصِّهْيَونية، في عددها الصادر يوم 8 مارس - أيْ: يوم المرأة - عن قيام قوات الاحتلال الصِّهْيَوني باختراعِ وسائل تعذيب جديدةٍ ضد الأسيرات الفلسطينيات داخل سجونها، كما تقوم باستجواب الأسيرات وهنَّ عُريانات، وكشفت أيضًا عن اعتياد جنود الاحتلال على الاقتراب جسديًّا من الأسيرات أثناء التَّحقيق والجلوس بجانبهن، واستغلال كونِهنَّ مقيَّداتٍ، كما أكَّدت أن الأسيرات يتعرضْنَ للإهانة والتحقير والضرب المبرِّح، ولكن مع ذلك لم نجدِ الحركة النِّسوية العالمية تحرِّك ساكنًا لهن، أو تُعيرهن أيَّ اهتمام، ولو حتى ببيانِ استنكار يتيمٍ.
في فلسطين الأسيرة "هناء الشلبي" تواصل إضرابَها عن الطعام لأكثرَ من عشرين يومًا على التوالي؛ احتجاجًا على انتهاك الاحتلال حقَّها، وسلبَها حريتها، واعتقالها بلا جريمة وبلا محاكمةٍ، وهناك أخريات كان من المفترض أن يُفرج عنهن ضمن صفقةِ وفاءِ الأحرار، ولا يزال الاحتلال يرفض تحريرَهن، فأين أنتم يا دعاة حقوق المرأة؟!
عن أي حقوق تتحدثون؟ وهؤلاء لا يملكن الطعام والشراب ولا يريْنَ شمس الحرية ولا يجدن الدواء؟! أوَليس الأولى أن نوفِّر لهن أسبابَ الحياة قبل أسباب الرفاهية؟! أين هي أولوياتكم يا مدَّعي التقدُّم والرقي والحضارة والمدنية؟!
ومِن هضم حقوق المرأة الفلسطينية إلى هضم حقوق المرأة العِراقية، عشراتُ الآلاف من الأرامل، ومئاتُ الآلاف من الفتيات اليتيمات، وهؤلاء اللاتي وُلِدْنَ مشوَّهاتٍ نتيجة الأسلحة الفتَّاكة، وهؤلاء اللاتي فقدن بعض أطرافهن يدًا كانت أو رجْلاً، وهؤلاء اللاتي مزَّق الرصاص أجسادَهن، وهؤلاء اللاتي اغتصبَهن جنود الاحتلال في سِجن أبي غريب وغيره، وهؤلاء اللاتي يسكنَّ العراءَ؛ لأنَّ الاحتلال قصَفَ منازلهن فدمَّرها، وهؤلاء اللاتي لا يجدن في منازلهن كِسرةً من الخبز يأكلْنَها، وغيرهن.
الكثير من المآسي والأحزان، والحقوق المنتهكة على أيدي جنود المحتلِّ الأمريكي، فيا تُرى من يهتم بحقوق هؤلاء؟!