فضل الصلوات الخمس
والجمعة إلى الجمعة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: "الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ، إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ". رواه مسلم.
وعن عثمانَ بنِ عفان قالَ: سمِعْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يقولُ: ما مِن امرئ مُسْلِمٍ تحضُرُهُ صلاةٌ مَكتُوبةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشوعَهَا، وَرُكُوعَها، إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذنُوبِ مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرةٌ، وَذلكَ الدَّهْرَ كلَّهُ رواه مسلم.
فهذان الحديثان الصحيحان دليلان على فضل الصلوات وما فيها من الخير العظيم، وأنها من أسباب تكفير الذنوب وحط الخطايا، والصلاة هي عمود الدين من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها ضيع دينه، ومن استقام عليها فهو الناجي السعيد، ومن أضاعها فهو الهالك، ولهذا أثنى الله على أهلها كثيرًا في كتابه العظيم ووعدهم الخير الكثير كما قال جل جلاله: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1-2] إلى أن قال سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:9-11] وقال جل وعلا في الآية الأخرى إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ [المعارج:19-23] إلى أن قال سبحانه: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ [المعارج:34، 35]، وقال : وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [العنكبوت:45]ملخص الديثين الشريفين:
1- فضل صلاة الجمعة
لقد جعل الله فضل الجمعة كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها من صغائر الذنوب.
2 - ثواب صلاة الجمعة
يكفر الله بصلاة الجمعة صغائر الذنوب بشرط اجتناب الكبائر.3 - الصلاة واجبة على الرجل
صلاة الجمعة واجبة على الرجل المسلم الحر المستوطن فلا تجب على المسافر ولا المرأة ولا على العبد ولا على سكان البادية الرحل لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل الجمعة في أسفاره ولم يكن يأمر بها الاعراب سكان البوادي.4- وجوب حضور صلاة الجمعة
لا يجوز التهاون في صلاة الجمعة بالتكاسل عنها أو تركها ففي الحديث «لَيَنْتَهينَّ أقوام عن ودْعِهِم الجُمعاتِ أو ليخْتِمَنَّ الله على قلوبهم ، ثم ليكوننَّ من الغافلين» أخرجه مسلم
5-كيف تقضى صلاة الجمعة
من فاتته الجمعة أو جاء الجمعة بعد الركوع في الركعة الثانية فإنه يصليها ظهراً
6 - المسافر وصلاة الجمعة
المسافر إذا صلى الجمعة وكذا المرأة والعبد فإنها تجزئهم وليس عليهم صلاة ظهر.
7- صلاة الجمعة وصلاة الظهر
إعادة صلاة الظهر بعد أداء صلاة الجمعة من البدع التي ينهى عنها.
8- الجمعة والمسافر
إذا صلى المسافر الجمعة فإنه لا يجمع معها العصر لأنها لا تأخذ أحكام صلاة الظهر فالصلوات الخمس حين يحافظ عليها المؤمن ويؤدي حقها من جهة الوضوء والخشوع وأداء ما يلزم فيها تكون كفارة له ما لم تغش الكبيرة، فينبغي للمؤمن أن يحاسب نفسه، ينبغي له أن يجاهدها لعله ينجو لعله يسلم ليحذر نزوات النفس ونزغات الهوى وطاعة الشيطان فإن تلك تجره إلى ما لا تحمد عقباه، ومتى جاهد نفسه في ترك معاصي الله وجاهد نفسه في أداء ما أوجب الله فهو السعيد وهو الناجي في الدنيا والآخرة.