ليلة القدر

ليلة القدر
المؤلف ثقافة وترفيه
تاريخ النشر
آخر تحديث

ليلة القدر



ليلة القدر


 لماذا سميت هذه الليلة بليلة القدر؟

الجواب :

يخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي قال الله عز وجل: (حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة ـ الدخان). وهي من شهر رمضان، كما قال تعالى (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ـ البقرة: 185)
1-  لعظيم قدرها وشرفها .
2- لأن من فعل الطاعات يصبح ذا شرف وقدر.

3- أن الله أنزل فيها كتابا ذا قدر على رسول ذي قدر واختص بها أمة ذات قدر.
4- لأن الله يقدر فيها ما شاء من أمره إلى السنة القابلة مصداقا لقوله تعالى"فيها يفرق كل أمر حكيم" .

ما الحكمة من قيام ليلة القدر:

شكر الله على ما خص به هذه الأمة بأن أنزل عليها هذا الكتاب العظيم وهو القرآن الذي فيه هدى للناس .

كبف كان النبي صلى الله عليه وسلم يحيي ليلة القدر

روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره». و«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله عز وجل. ثم اعتكف أزواجه من بعده. أخرجاه من حديث عائشة.وأخرج البخاري ومسلم عن ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان». وقالت عائشة: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر». أخرجاه. وهذا معنى قولها: «وشد المئزر». وقيل: المراد بذلك: اعتزال النساء. ويحتمل أن يكون كناية عن الأمرين، لما رواه الإمام أحمد عن عائشة قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بقي عشر من رمضان شد مئزره، واعتزل نساءه»، قال ابن كثير انفرد به أحمد.والمستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأواخر منه، ثم في أوتاره أكثر. والمستحب أن يكثر من هذا الدعاء: «اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني» لما رواه الإمام أحمد من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر فما أدعو؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو، فاعف عني». وفي رواية عنها رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم، إنك عفو تحب العفو، فاعف عني». وهذا لفظ الترمذي، ثم قال: «هذا حديث حسن صحيح».

فضل ليلة القدر وخصائصها:

- أنزل الله فيها القرآن على سيد الخلق محمد عليه أفضل التسليم.
- إحياؤها وقيامها خير من عمل  ألف شهر.
- ينزل في هذه الليلة جبريل ومعه الملائكة إلى الأرض يؤمنون على دعاء الناس إلى وقت طلوع الفجر
- ليلة يمن وبركة فلايقدرالله فيها إلا السلامة .
- من حرم خيرها فقد حرم عمل ألف شهر وقد لايدركها السنة القادمة .
- من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه .ومن الدعاة من بشر بأن الله يغفر فيها الذنوب الكبيرة والصغيرة
- أنزل الله في فضلها سورة كاملة تتلى إلى يوم القيامة .
- ليلة تحدد فيها مصائر العباد للعام القادم 

انغراد أمة الرسول الأعظم بهذه الليلة عن سائر الأمم 

لماذا هذه الهبة الربانية لأمة حبيبه صلى الله عليه وسلم ؟

- فضل من الله ومنة
- ضاعف الله سبحانه وتعالى لأمة حبيبه صلى الله عليه وسلم الجزاء لأضعاف كبيرة نظرا لأن أعمار قصيرة مع الأقوام التي سبقتهم .
- العمل فيها خير من ألف شهر

 تحديد ليلة القدر

1- أنها في العشر الأواخر من رمضان
2- وأنها متنقلة
3- وأنها في أوتار العشر الأواخر
4- والتفق عليه أنها في أوتار ليلة 27 م رمضان .

 علامات ليلة القدر

1 - تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع فيها
قال صلى الله عليه وسلم " صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع" رواه مسلم.
وذلك لكثرة نزول وصعود وحركة الملائكة فيها فتستر بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها
2 - يطلع القمر فيها مثل شق جفنة
عن أبي هرير رضي الله عنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة) رواه مسلم
3 - تكون الليلة معتدلة لا حارة ولا باردة
قال صلى الله عليه وسلم (ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة) رواه ابن خزيمة وصححه الألباني.
4- لا يرمى فيها بنجم على أي كائن كان .
والدليل ما ثبت عند الطبراني بسند حسن، من حديث واثلة بن الأسقع، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إنها ليلة بلجة -أي: منيرة- مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم} أي: لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين

ليلة القدر ترى بـ:

1- بالعيان
وذلك برؤية علاماتها
2- بالمنام
وقد دلت على ذلك الأخبار الصحيحة والآثار المتواترة
3- بالشعور والإحساس الصادق
وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية(وقد يكشفها الله لبعض الناس 
1- في المنام 
2- أو اليقظة فيرى أنوارها أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر. 3-_وقد يفتح الله على قلبه من المشاهدة مايتبين به الأمر)
ويقول العلامة الألباني عن النوع الثالث-الشعور والإحساس القلبي_:
"ذلك أمر وجداني يشعر به كل من أنعم الله تبارك وتعالى عليه برؤية ليلة القدر؛ لأن الإنسان في هذه الليلة يكون مقبلاً على عبادة الله عز وجل، وعلى ذكره والصلاة له، فيتجلى الله عز وجل على بعض عباده بشعور ليس يعتاده حتى الصالحون، لا يعتادونه في سائر أوقاتهم، فهذا الشعور هو الذي يمكن الاعتماد عليه؛ بأن صاحبه يرى ليلة القدر
" 

 المشروع في ليلة القدر ثلاثة أمور:

1- تحريها والتماسها
2- قيامها
3- الدعاء فيها بما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها , قال: (قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) رواه الترمذي

الحكمة من إخفاء ليلة القدر :

ومن حكمة الله -عز وجل- أن أخفى ليلة القدر كما أخفى الأعمار والآجال والأرزاق؛ وذلك ليجتهد المسلم في العبادة والطاعة في جميع ليالي العشر، بخلاف ما لو عُيّنت لها ليلة لخصّها الناسُ بالعبادة ولتكاسلوا عن سائر الليالي، ومع ذلك قد يخصُّ الله بعض عباده برؤية علامتها أو الشعور بسكينتها وبركاتها، كما يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: «وقد يكشفها الله لبعض الناس في المنام أو اليقظة، فيرى أنوارها أو يرى من يقول له هذه ليلة القدر، وقد يفتح الله على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر»
وفي ألأخير، أسأل الله أن يُبلّغني وإياكم ليلة القدر، وأن يرزقنا صيامها وقيامها على الوجه الذي يرضيه عنَّا، وأن يكتب لنا أجرها ولا يفتنّا بعدها، وصلِّ اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.



تعليقات

عدد التعليقات : 0