تعرف على الصحابي الذي اذا ذكرت اسمه لك 30 حسنة
في القرآن الكريم ، ذكر العديد من أسماء الأنبياء إلّا أنّه لم يذكر صحابياَََ من صحابة الرسول باسمه صراخة إلا زيد بن حارثة الذي أحبه المصطفى كأنه أحد من أبنائه . وجاء ذلك في قوله تعالى : : “فلمّا قضى زيد منها وطراً زوّجناكها” في الآية السابعة والثلاثين من سورة الأحزاب، وأخبرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ القارئ للقرآن يحصل على عشر حسنات في كلّ حرف، وهذا يعني أنّنا نحصل على ثلاثين حسنة عندما نذكر اسم زيد في القرآن الكريم لأنّ اسمه يتكوّن من ثلاثة أحرف.
من هو زيد بن حارثة ؟
هو زيد بن حارثة بن شراحيل وهو من من قبيلة عربية قحطانية وهو حِبُّ رسول الله ومولاه الذي وهبته أمُّ المؤمنين خديجة بنت خُويلد -رضي الله عنها- له حين طلبه منها، وقد أعتقه النبيُّ وتبناه قبل الإسلام حتى صار يُعرف باسم زيد بن محمد، والسبب في تبنِّيه أنَّه عندما خُيِّر بين أبيه ورسول الله اختار رسول الله وقال له: ما أنا بالذي أختار عليك أحد أنت الأب والعم وبقي يُدعى باسم زيد بن محمد حتى حرَّم الله تعالى التبني ونزلت الآية الكريمة {ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}،وقد كان زيد ثاني من دخل في الإسلام، وزوَّجه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من زينب بنت جحش التي قبلت به حياءً من رسول الله ثم انفصلا بسبب تعثُّر الحياة الزوجية بينهما فتزوَّج بعدها من أم كلثوم بنت عقبة. وقد ذكر الله تعالى اسمه صراحةً في القرآن الكريم قال تعالى: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً}. وبذلك عاد زيد لاسمه الأول، وقد آخى النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بين زيد وحمزة بن عبد المطلب وكان زيدٌ قصيرًا وأسمرًا وكان أنفه أفطس.
وقد انتشرت في المدينة تساؤلات كثيرة: كيف يتزوج محمد مطلقة ابنه زيد؟... فأجابهم القرآن ملغيا عادة التبني ومفرقا بين الأدعياء والأبناء. قال تعالى: {ما كان محمدا أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله، وخاتم النبيين}... وهكذا عاد زيد الى اسمه الأول (زيد بن حارثة).
اسلام زيد
ومنذ أن تحمَّل الرسول -صلى الله عليه وسلم- تبعة الرسالة حتى كان زيد ثاني المسلمين، بل قيل أولهم... أحبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حبا عظيما، حتى أسماه الصحابة (زيد الحب)، وقالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: (ما بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زيد بن حارثة في جيش قط الا أمره عليهم، ولو بقي حيا بعد الرسول لاستخلفه .
استشهاد زيد بن حارثة
في العام الثامن الهجري من جمادى الأول ، خرج جيش الإسلام إلى أرض البلقاء بالشام، ونزل جيش الإسلام بجوار بلدة تسمى (مؤتة) حيث سميت الغزوة باسمها ... ولأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يدرك تمام الإدراك أهمية هذه الغزوة ، اختار لها ثلاثة من أقوى ,اشجع الصحابة، فقال عندما ودَّع الجيش: (عليكم زيد بن حارثة، فان أصيب زيد فجعفر بن أبي طالب، فان أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة)... أي أصبح زيد الأمير الأول لجيش المسلمين، حمل راية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واقتحم رماح الروم ونبالهم وسيوفهم، ففتح باب دار السلام وجنات الخلد بجوار ربه.
قال حسان بن ثابت:
تأوبني ليل بيثرب أعسر * وهم إذا ما نوم الناس مسهر
لذكرى حبيب هيجت لي عبرة * سفوحا وأسباب البكاء التذكر
بلى إن فقدان الحبيب بلية * وكم من كريم يبتلى ثم يصبر
رأيت خيار المؤمنين تواردوا * شعوب وخلفا بعدهم يتأخر
فلا يبعدن الله قتلى تتابعوا * بمؤتة منهم ذو الجناحين جعفر
وزيد وعبدالله حين تتابعوا * جميعاً وأسباب المنية تخطر
غداة مضوا بالمؤمنين يقودهم * إلى الموت ميمون النقيبة أزهر
أغر كضوء البدر من آل هاشم * أبي إذا سيم الظلامة مجسر
فطاعن حتى مال غير موسد * لمعترك فيه قنا متكسر
فصار مع المستشهدين ثوابه * جنان وملتف الحدائق أخضر
وكنا نرى في جعفر من محمد * وفاء وأمراً حازماً حين يأمر
فما زال في الإسلام من آل هاشم * دعائم عز لا يزلن ومفخر
هم جبل الإسلام والناس حولهم * رضام إلى طود يروق ويقهر
بها ليل منهم جعفر وابن أمه * علي ومنهم أحمد المتخير
وحمزة والعباس منهم ومنهم * عقيل وماء العود من حيث يعصر
بهم تفرج اللأواء في كل مأزق * عماس إذا ما ضاق بالناس مصدر
هم أولياء الله أنزل حكمه * عليهم ، وفيهم ذا الكتاب المطهر
بُكاء الرسول على زيد بن حارثة
حزن النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- على زيد حتى بكاه وانتحب، فقال له سعـد بن عبادة: (ما هذا يا رسـول الله ؟!)... قال: (شوق الحبيب إلى حبيبه).