صلاة الجمعة :
تعريفها ، حكمها ، خصائصها ، مكروهاتها ، مفسداتها
تعريف صلاة الجمعة
فرض الله صلاة الجمعة على عباده المسلمين وأمرهم بأدائها كل يوم جمعة ، أما عن وقتها فهو وقت صلاة الظهر في منتصف النهار بعد زوال الشمس. ويشترط لصحة صلاة الجمعة أن تقدم بخطبتين ؛ لمواظبة النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها، عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- قَالَ: "إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يخطب الخطبتين وهو قائم، وكان يفصل بينهما بجلوس.. وصلاة الجمعة صلاة جهرية تتكون من ركعتين فقط، وهي الصلاة الجهرية الوحيدة في وضح النهار دون بقية الصلوات النهارية واختلف فقهاء الإسلام على تحديد أقل عدد تجب به صلاة الجمعة فمنهم من قال إن كان في بلدة من البلدات أربعون ممن تنطبق عليهم الشروط السابقة فتجب عندها صلاة الجمعة ومنهم من أوجبها بأقل من ذلك العدد وهناك من قال إنها من الممكن أن تعقد بمصليين اثنين.
حكم صلاة الجمعة
يجمع علماء المسلمين على أنّ صلاة الجمعة فرض عينٍ على كلّ مسلم مكلّف وقادر، ومستوفٍ لشروطها، وهي ليست بديلاً عن صلاة الظهر؛ أمّا إن لم يتحصّل المسلم على إدراكها فتجب عليه صلاة الظهر أربع ركعات، وقد ثبت حكمها في القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع)، وفي حديث رسولنا عليه أفضل الصلاة وأزكى تسليم: (لقد هممتُ أن آمرَ بالصلاةِ فتقام، ثم أخالفُ إلى منازلِ قومٍ لا يشهدون الصلاةَ، فأحرِّقُ عليهم) .
وعليه أجمع الفقهاء أنّ صلاة الجمعة فرض واجب على كلّ مسلم بلغ الحلم، مع وجوب التمتع بالإدراك العقلي، والقدرة على السعي إلى المسجد، ولا تجب على المرأة والصبيٍ غير المكلّف، أو المجنونٍ، أو المريضٍ و المسافرمصداقاُ لقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : (الجمعةُ حقٌّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلا أربعةً: عبدًا مملوكاً، أو امرأةً، أو صبيًّا، أو مريضًا)، وأمّا المسافر فلا يؤديها. ويجوز شهودها للمرأة والصبي والمريض والمسافر جوازاً لا وجوباً .
خصائص صلاة الحمعة
- سمى العرب في الجاهليةِ يوم الجمعة بيومَ العَرُوبةِ، وسُمِّي بالجُمُعَةِ لأنَّ خلْقَ آدم جُمِعَ فيهِ،قال صلى الله عليه وسلم: (بِهِ جُمِعَ أَبُوكَ أَو أَبُوكُمْ) رواه ابنُ خزيمةَ بسندٍ حَسَنٍ، ولأنَّ الصحابةَ بالمدينةِ اجتمَعُوا قبلَ هجرةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وصلَّى بهم مُصْعَبُ بنُ عمير.
يوم الجمعة يومُ عيدٍ، فيَحْرُمُ صَوْمُهُ مُنفرِداً، ويُستحبُّ صيامُهُ مَعَ صيام يومٍ قبلَهُ أو بعْدَهُ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (لا يَصُمْ أَحَدُكُم يومَ الجُمُعَةِ إلاَّ أنْ يَصُومَ قبلَهُ أو يَصُومَ بعدَهُ) رواه البخاري ومسلم .
ومن خصائص يوم الجمعة : قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر: فعن أبي هُريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في صُّبْحِ يومَ الجُمُعَةِ: بألم تَنزيلُ في الركعةِ الأُولى، وفي الثانيةِ: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا)) رواه مسلم.
- من خصائص يوم الجمعة ، قراءة سورة الكهف . قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين". رواه الحاكم والبهيقي حديث حسن، وهو من أقوى ما ورد في قراءة سورة الكهف، وصححه الألباني.
ومن أفضل الأوقات لقراءة سورة الكهف هي من بداية يوم الجمعة حتى ليلتها، أي منذ غروب شمس يوم الخميس، وحتى غروب الشمس في يوم الجمعة، وبشكل عام دائماً تكون أوقات الليل وأطراف النهار هي الأفضل لتلاوة القرآن.
- ومن خصائص يوم الجمعة العظيمة : الْمَشي إلى المسجد مُبكِّراً، وغُسْلُ الْجَنابةِ يومَها، ومَسُّ الطِّيبِ والسِّواكِ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (مَنِ اغْتَسَلَ يومَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنابةِ ثمَّ راحَ فكأنما قَرَّبَ بَدَنةً، ومَن راحَ في الساعةِ الثانيةِ فكأنما قَرَّبَ بَقَرَةً، ومَن راحَ في الساعةِ الثالثةِ فكأنما قَرَّبَ كَبْشاً أَقْرَنَ، ومَن راحَ في الساعةِ الرابعةِ فكأنما قَرَّبَ دَجاجةً، ومَن راحَ في الساعةِ الخامسةِ فكأنما قَرَّبَ بَيْضَةً، فإذا خَرَجَ الإمامُ حَضَرَتِ الملائكةُ يَستمعُونَ الذِّكرَ) رواه البخاري ومسلم.
- وفي عقيدتنا الإسلامية يعتبر يوم الجمعة سَيِّدُ الأيامِ وأعظَمُهُ عندَ اللهِ تعالى، وأنَّ فيهِ ساعة إجابة:قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ يومَ الجُمُعَةِ سَيِّدُ الأيامِ وأعْظَمُها عندَ اللهِ، وهُوَ أعظَمُ عندَ اللهِ من يومِ الأضحَى ويومِ الفِطْرِ، فيهِ خَمْسُ خِلالٍ: خَلَقَ اللهُ فيهِ آدَمَ، وأَهْبَطَ اللهُ فيهِ آدَمَ إلى الأرضِ، وفيهِ تَوَفَّى اللهُ آدَمَ، وفيهِ ساعةٌ لا يَسْأَلُ اللهَ فيها العَبْدُ شيئاً إلاَّ أَعْطَاهُ ما لم يَسأَلْ حَرَاماً، وفيهِ تَقُومُ الساعةُ، ما مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، ولا سَمَاءٍ ولا أرْضٍ، ولا رِياحٍ ولا جِبالٍ ولا بَحْرٍ، إلاَّ وهُنَّ يُشْفِقْنَ من يومِ الجُمُعَةِ) رواهُ ابنُ ماجهَ .
- ومن خصائص يوم الجمعة العظيمة أنها تُكفِّرُ ما بينَها وبينَ الجُمُعَةِ الأُخرى: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (الصلواتُ الخَمْسُ، والجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، ورمَضَانُ إلى رَمَضانَ، مُكفِّرَاتٌ ما بينَهُنَّ إذا اجْتَنَبَ الكبائِرَ) رواه مسلم.
مكروهات يوم الجمعة
1. يكره صلاة الظهر يوم الجمعة كجماعة، في مكان إقامة الجمعة.
2. يكره تحريما البيع والشراء يوم الجمعة إذا صعد الإمام المنبر.
3. يكره تخطي الرقاب باتفاق العلماء.
4. يحرم أن يقيم إنسانا من مكانه ويجلس فيه.
مفسدات صلاة الجمعة
تفسد الجمعة بما تفسد وتبطل به سائر الصلوات الأخرى، ويضاف إليها مفسدات أخرى، منها:
1. خروج وقت الظهر، وهذا عند الجمهور باستثناء المالكية.
2. فوت جماعة الجمعة.
فإذا فسدت الجمعة بسبب خروج الوقت أو بفوت الجماعة فإنها تصلى ظهرا .
وفقنا الله وإياكم لصالح الأعمال وغفر لنا ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.