أرقى نظم التعليم في العالم:
سنغافورة نموذجاً
بدون موارد طبيعية ضخمة كالذهب والغاز والفوسفاط ، تمكنت سنغافورة من تحقيق إنجازات كبيرة جعلت منها دولة متقدمة. إلا أن هذا التقدم الذي حققته هذه الدويلة الصغيرة (الكبيرة بإنجازاتها)هو تطوير نظامها التعليمي الذي أضحى أرقى أنظمة التعليم في العالم بلا منازع. تمكنت سانغفورة من إنتاج قيادات وعلماء وخبرات ساهمت في بناء البلاد. لقد فَهم رجالات سنغافورة أن بلدهم لا يملك أية موارد طبيعية قد تساهم في تحقيق أي نهضة اقتصادية. فركزت سنغافورة على بناء الإنسان السانغفوري، هذا الإنسان أتبث على أنه جدير بالتقة وهو الأمر الذي اعترف به القاصي والداني في أن هذا البلد ، أصبح من كبار اقتصادات العالم .
قال "لي كوان بو "باني سنغافورة "أظن أنني لم أقم بالمعجزة في سنغافورة ،أنا فقط قمت بواجبي فخصصت موارد الدولة للتعليم ،وغيرت مكانة المعلم من الطبقات الدنيا في المجتمع إلي المكان اللائق بهم ، وهم من صنعوا المعجزة التي يعيشها المواطنون الآن ، وأي مسؤول يحب بلده ويهتم بشعبه ، كان سيفعل مثلي "
كيف بدأت النهضة في سانغفورة؟
بعد الاستقلال عن بريطانيا ، دخلت سنغافورة مع ماليزيا في تجربة بما عرف بـالاتحاد بين الدولتين الذي لم يستمر طويلًا، حيث دخل البلدان في خلاف بسبب رغبة كل بلد في قيادة الاتحاد، كما أدى تراجع المستوى المعيشي إلى انتشار الجريمة. وبالتالي ذهب كل بلد إلى حال سبيله .
كان استقلال سانغفورة سنة 1965، فتولى يوسف بن إسحاق رئاسة البلاد، ولي كوان يو، أول رئيس وزراء. حيث اصطدم التحول السياسي بمشاكل اقتصادية خانقة تمثلت في انتشار الفقر.وعانى السكان من البطالة، كما أن ثلثي السكان كانوا يعيشون تحت عتبة الفقر، والأنكى من ذلك ، فأن الدولة الوليدة كانت تفتقر إلى الموارد الطبيعية والبنية التحتية وامدادات المياة الصالح للشرب.
التعليم في سنغافورة
الاهتمام برجل التعليم والطالب
كيفية الاستفادة من التجربة السانغفورية في مجال التعليم
بماذا أفاد هذا الإنفاق الكبير على التعليم دولة ساتغفورة ؟
أفاد هذا الإنفاق الكبير على التعليم دولة ساتغفورة بأنها أصبحت رابع أهم مركز مالي في العالم وخامس أغنى دول العالم من حيث احتياطات العملة الصعبة و ثالث أكبر مصدر للعملة الأجنبية حيث يصل إلى سنغافورة سبع مليون سائح سنوياً، بلغ معدل الدخل الفردي من الناتج القومي الإجمالي خمس وستون ألف يورو سنوياً وهو الأمر الذي جعلها تحتل الترتيب الثالث على مستوى العالم. بالنسبة للبطالة ، البطالة فتكاد تكون منعدمة .
حضارياً ، مدن سانغفورة من أنظف مدن العالم .فالمباني تخضع إلى تخطيط هندسي حديث يراعي الرقي والشموخ كما أنه يراعي أن يكون محاطاً بالخضرة المتمثلة في الحدائق الغناء الجميلة .
هذا فيض من غيث فيما يخص نجاح التعليم في سانغفورة . فهل سيأتي في عالمنا العربي رجل مثل لي كوان بو يصلح به الله العباد والبلاد ؟