آخر جمعة من رجب

 آخر جمعة من رجب
المؤلف ثقافة وترفيه
تاريخ النشر
آخر تحديث

 آخر جمعة من رجب


آخر جمعة من رجب


يعتبر رجب الشهر السابع من السنة الهجرية، وهو أحد الأشهر الحرم التي يُستحب فيها الإكثار من الطاعات والأعمال الصالحة. ومن أفضل أيام رجب يوم الجمعة، وخاصة الجمعة الأخيرة منه، فهي فرصة عظيمة للدعاء والاستغفار والتقرب إلى الله تعالى. فما هي فضائل آخر جمعة من رجب؟ وما هي الأدعية التي يمكن الدعاء بها في هذا اليوم المبارك؟

فضائل شهر رجب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمتي". فهذا الشهر يحمل اسم الله تعالى، ويشهد له بالعزة والكرامة والمنة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يوما من رجب، بنى الله له بيتا في الجنة". فالصيام في رجب من الأعمال الفاضلة التي تقرب العبد إلى ربه وتزيد في حسناته وتكفر عن سيئاته.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى أربع ركعات في آخر جمعة من رجب، بعد صلاة العصر، قبل أن تغيب الشمس، كتب الله له أجر ألف شهيد، وبنى له قصرا في الجنة مائة غرفة، في كل غرفة مائة حورية، وأعطاه أجر مائة حاجة، ومائة معتمر، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر". فهذه الصلاة من الصلوات النافلة التي تجلب الخيرات الكثيرة وتمحو الذنوب العظيمة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الإخلاص في آخر جمعة من رجب، أعطاه الله أجر عشرين ألف نبي، وبشره بالجنة، وأنه لا يموت حتى يرى مقعده منها". فهذه السورة من أفضل السور التي تشهد للتوحيد والإيمان والإخلاص.

من أدعية آخر جمعة من شهر رجب

من الأدعية التي تناسب آخر جمعة من رجب ما يلي: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان، اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا يا أرحم الراحمين".

"اللهم مع رحيل شهر رجب اجعل كل ما يقلقنا ويؤذينا ويحزننا أن يرحل عنا اللهم هل علينا شعبان بكل بركة وخير وعافية وصحة وأمن وأمان وبلغنا رمضان واجعله خيرا لنا وأهلنا في كل الأمور اللهم ارحم موتانا واشف مرضانا".

"اللهم يا رب مع رحيل شهر رجب بشرنا بعفو شعبان وبلغنا ووالدينا وأهلينا ومن نحب وجميع المسلمين شهر رمضان ونحن في أمن وأمان وعافية وإحسان".

"اللهم اختم شهر رجب بغفران الذنوب وفرحة القلوب وتقبل منا وأعتق رقابنا ووالدينا من النار، ربي اجمعنا بأهلنا وأحبتنا، اللهم ضاقت بنا ففرج عنا اللهم يا من تقول كن فيكون يسرها علينا فلم يبقى لنا سواك".

سؤال : هل صام النبي في شهر رجب؟

وثبت الصيام في شهر رجب في السنة النبوية عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنّ أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قال: «يا رسولَ اللَّهِ! لم أرك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ؟! قالَ: ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ» فاستدلّ العلماء من هذا الحديث على استحباب صيام رجب، فكما أنّ صيام شعبان مستحبّ فكذلك صيامه.

آراء المذاهب في صيام رجب.

رأي المالكية:

ذكر العلامة الخرشي في شرحه على مختصر خليل، وهو يذكر الصيام المستحب: “والمحرم، ورجب، وشعبان ” يعني: أنه يستحب صوم شهر المحرم وهو أول الشهور الحرم، ورجب وهو الشهر الفرد عن الأشهر الحرم” .

وفي مقدمة ابن أبي زيد القيرواني: “التنفل بالصوم مرغب فيه، وكذلك صوم يوم عاشوراء، ورجب، وشعبان، ويوم عرفة، والتروية، وصوم يوم عرفة لغير الحاج أفضل منه للحاج “.

وفي شرح  العلامة الدردير على مختصر خليل: (و) ندب صوم (المحرم، ورجب، وشعبان)، وكذا بقية الحرم الأربعة، وأفضلها: المحرم، رجب، فذو القعدة، والحجة”.

رأي الشافعية:

نقل ذلك الإمام النووي في المجموع قال: "قال أصحابنا: ومن الصوم المستحب صوم الاشهر الحرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب وأفضلها المحرم قال الرويانى في البحر :أفضلها رجب".

رأي الجمهور :

اعتمد الجمهور في استحباب صيام شهر رجب على:

أدلة الترغيب العام في الصيام.

أدلة الترغيب الخاص في صيام الأشهر الحرم، ورجب منها باتفاق.

قال الشوكاني في نيل الأوطار: “وقد ورد ما يدل على مشروعية صومه على العموم والخصوص: أما العموم: فالأحاديث الواردة في الترغيب في صوم الأشهر الحرم وهو منها بالإجماع، وكذلك الأحاديث الواردة في مشروعية مطلق الصوم  

كراهة إفراد رجب كاملا بالصيام دون سائر الشهور 

رأي الحنابلة في كراهة شهر رمضان

قال الحنابلة بكراهة إفراد شهر رجب كاملا بالصيام دون سائر الشهور، وتزول الكراهة عندهم بفطر يوم منه، أو يومين أو بصيام شهر آخر إضافة إليه.

قال ابن قدامة في المغني: "فصل: ويكره إفراد رجب بالصوم قال أحمد : وإن صامه رجل، أفطر فيه يوما أو أياما، بقدر ما لا يصومه كله … قال أحمد: من كان يصوم السنة صامه، وإلا فلا يصومه متواليا يفطر فيه ، ولا يشبهه  برمضان. ".

وفي الفروع لابن مفلح الحنبلي: "فصل: يكره إفراد رجب بالصوم نقل حنبل: يكره ورواه عن عمر وابنه، وأبي بكرة، قال أحمد: يروى فيه عن عمر أنه كان يضرب على صومه، وابن عباس قال: يصومه إلا يوما أو أياما  ” .

رأي الحنابلة في كراهة صيام شهر رجب:

استدل الحنابلة فقد في رأيهم في كراهة إفراد رجب كاملا بالصيام دون سائر الشهور بالأدلة الآتية: الخبر، والأثر، والنظر.

 الخبر:

حيث استدلوا بمجموعة من الأحاديث الضعيفة التي تقوم بها حجة، أقتصر منها على حديث واحد، وهو حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام رجب".

قال البوصيري: "فيه داود بن عطاء المدني وهو متفق على تضعيفه وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق داود وضعفه الحديث به وهو ضعيف متفق على ضعفه "، وكذلك قال السندي في حاشيته: "في إسناده داود بن عطاء وهو ضعيف متفق على تضعيفه".

الأثر:

حيث استدلوا بمجموعة من الآثار عن بعض الصحابة فيها نهي عن صيام شهر رجب كله، وأن بعض الصحابة مثل : عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضرب أكف الناس في رجب ويحملهم على إفطاره.

ففي مصنف ابن أبي شيبة: "حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن وبرة، عن عبد الرحمن، عن خرشة بن الحر، قال: رأيت عمر يضرب أكف الناس في رجب، حتى يضعوها في الجفان، ويقول: كلوا، فإنما هو شهر كان يعظمه أهل الجاهلية ".

وفي مصنف عبد الرزاق: "عن بن جريج عن عطاء قال كان بن عباس ينهى عن صيام رجب كله لأن لا يتخذ عيدا ".

النظر:

حيث اعتبر الحنابلة إفراد شهر رجب كله بالصيام تشبها بأهل الجاهلية، وفيه إحياء لأعيادهم وشعائرهم، قال الفقيه الحنبلي ابن مفلح في الفروع: "ولأن فيه إحياء لشعائر الجاهلية بتعظيمه".

وفي كشف القناع للباهوتي الحنبلي: "ولأن فيه إحياء لشعار الجاهلية بتعظيمه، ولهذا صح عن عمر أنه كان يضرب فيه ويقول: كلوا فإنما هو شهر كانت الجاهلية تعظمه".

ختاما نسأل الله تعالى أن يتقبل منا صيامنا وصلاتنا ودعاءنا في شهر رجب، وأن يبارك لنا فيه وفي شعبان ورمضان، وأن يجعلنا من عتقائه من النار، وأن يرزقنا الفردوس الأعلى من الجنة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




تعليقات

عدد التعليقات : 0