تحية لأعز الناس

 تحية لأعز الناس
المؤلف ثقافة وترفيه
تاريخ النشر
آخر تحديث

 تحية لأعز الناس


تحية لأعز الناس


تحية الأحبة من أجمل الكلمات وأحسن الأفعال التي يتبادلها الناس فيما بينهم، فهي تعبير عن الاحترام والمودة والتقدير للآخرين، وهي تزيد من المحبة والألفة والتآلف بين المسلمين، وهي تنفي عن القلوب الحقد والبغضاء والحسد.

وقد أمرنا الله تعالى بالتحية في كتابه العزيز، فقال: 'وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا" . وقد أخبرنا الله تعالى أن التحية هي من سنن الأنبياء والمرسلين، فقال: "وَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ".

وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نتحيى ونتحاب في الله، وأن التحية هي من حقوق المسلمين على بعضهم البعض، وأنها تمحو الذنوب وتفتح أبواب الجنة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه" حديث متفق عليه. 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحيوا تحابوا" 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلكم على شيء تفعلونه تحابون؟ أفشوا السلام بينكم" [رواه مسلم]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا التقى المسلمان فتسلما ثم تحابا فإنهما يغفر لهما قبل أن يفترقا" [رواه أحمد]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا رجل يمشي في طريق فوجد على جنب الطريق شوكة فأخرها عن الطريق فشكر الله له فغفر له" [رواه مسلم]. 

ومن الناس الذين وجب الله علينا تقديم التحية لهم :

تقديم تحية الوالدين

الوالدان من أعظم النعم التي أنعم الله بها علينا، وهما سبب وجودنا في هذه الحياة، وهما الذين ربيانا وعلمانا وأحسنا إلينا، وهما الذين يحباننا بلا حدود ويدعوان لنا بالخير في كل حين. فلهما حق عظيم علينا، ولهما مكانة رفيعة في الإسلام، فقد قال الله تعالى: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" [الإسراء: 23]. 

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رضا الله في رضا الوالدين، وسَخَطُ الله في سَخَطِ الوالدين». في هذا الحديث جعل الله تعالى رضاه من رضا الوالدين، وسخطه من سخطهما، فمن أرضاهما فقد أرضى الله تعالى، ومن أسخطهما فقد أسخط الله تعالى.

تقديم التحية للأصدقاء

الأصدقاء من أنفس الناس الذين نختارهم ونحبهم في الله، وهم الذين يساندوننا وينصحوننا ويفرحون لنا ويحزنون علينا، وهم الذين نشاركهم أفراحنا وأحزاننا وهمومنا وأمالنا. فلهم حق كبير علينا، ولهم مكانة عالية في الإسلام، فقد قال الله تعالى: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" [التوبة: 71]. 

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" [رواه الترمذي]. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" [متفق عليه]. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قاطع رحم" [متفق عليه].

تقديم التحية للجيران

الجيران من أقرب الناس إلينا في مكان سكننا، وهم الذين نتعايش معهم ونتعاون معهم ونتفاهم معهم، وهم الذين نشهد على حالهم ونشاركهم في حاجاتهم ونساعدهم في مصائبهم. فلهم حق عظيم علينا، ولهم حقوق كثيرة في الإسلام، فقد قال الله تعالى: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا" [النساء: 36]

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره" [متفق عليه]. 

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" [رواه البخاري]. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير الجيران أحسنهم خلقا" [رواه الطبراني].

ختاما نسأل الله تعالى أن يجعلنا من الذين يتحيون ويتحابون فيه، وأن يرزقنا أعز الناس في الدنيا والآخرة، وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم، وأن يجنبنا من الذين يقطعون الرحم ويفسدون في الأرض، وأن يهدينا ويهدي بهنا ويجعلنا سببا لمن اهتدى. 






تعليقات

عدد التعليقات : 0