في ديننا الحنيف ، لكل يوم من أيام الأسبوع أهميته وخصوصيته، وكما هو معلوم فأن الدعاء في بعض الأيام يكون أكثر استجابة من غيرها. ومن بين هذه الأيام يوم الأربعاء، الذي يحظى بمكانة خاصة خصوصاً أنه يصادف اليوم السادس من ذي الحجة، وهو يوم يتزامن مع أيام عرفة والحج، وهي من أعظم الأيام عند الله تعالى.
يوم الأربعاء في الإسلام:
في الشريعة الإسلامية يعتبر الدعاء مخ العبادة ودعاء يوم الأربعاء مستجاب إن شاء الله، وذلك استنادًا إلى أحاديث نبوية وروايات تشير إلى فضل هذا اليوم. فعن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان للنبي دعوة يريد أن تجاب وكان يتمنى أن يتم تحقيقها، فذهب في أحد أيام الأثنين إلى مسجد الفتح ما بين الظهر والعصر فعاد فلم يجب، فذهب الثلاثاء إلى المسجد في نفس التوقيت فلم ينل الإجابة أيضًا، وهكذا في اليوم التالي، ففي اليوم الثالث وهو الأربعاء ورأوا على وجهه البشرى بأن الله قد استجاب دعوته، قائلاً: "وهذا يعني أن على من له دعوة يريد تحقيقها أن يغتنم هذا الوقت في يوم الأربعاء من الظهر إلى العصر".
السادس من ذي الحجة:
يوم السادس من ذي الحجة هو يوم مهم في شريعتنا الإسلامية، ويبقى أن نشير إلى أن الشكل الأفضل لترديد دعاء اليوم السادس من ذي الحجة، هو تجديد التوبة إلى الله واستغفاره، والعزم على تقديم يد المساعدة لكل محتاج، والبعد عن المعاصي وعدم الوقوع فيها بترديد الدعاء والتوسل إلى الله "ربي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين" "ربي ابعد عني شرور الخلق" ربي أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربي أن يحضرون"
دعاء يوم الأربعاء السادس من ذي الحجة:
يمكن لكل حاج ولكل معتمر وحتى الذي لم يُكتب له الحج أن يدعوَ الله في هذا اليوم الفضيل بما شاء من الدعوات، متضرعا إليه بالتوبة والمغفرة، وطالبا منه الهداية والرحمة والنجاح في الدنيا والآخرة. ومن الأدعية المستحبة في هذا اليوم:
- اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
- اللهم ارحمني وارحم والدي واجعلني من عتقائك من النار في هذا اليوم الفضيل.
- اللهم تقبل منا ومن جميع المسلمين صالح الأعمال، واجعلنا من عبادك الشاكرين الصابرين .
ختاما، يوم الأربعاء الذي يصادف السادس من ذي الحجة هو يوم يجمع بين فضائل عديدة، حيث يتزامن مع أيام الحج المباركة التي تعد من أعظم الأوقات للدعاء والتقرب إلى الله تعالى. إن الاستغلال الأمثل لهذا اليوم من خلال الدعاء والتوبة والعمل الصالح يمكن أن يكون له أثر كبير في حياة كل مسلم، حيث يعد فرصة للتجديد والانطلاق نحو حياة أفضل مليئة بالإيمان والطاعة.
لذا، ينبغي على كل مسلم اغتنام هذا اليوم الفضيل بالدعاء بخشوع وإخلاص، متذكراً فضل الله تعالى ومنته عليه، وطالباً منه الهداية والرحمة والمغفرة.
ولنتذكر دائمًا أن الدعاء هو سلاح المؤمن وملاذه في الشدائد والأزمات، وأن الله تعالى قريب من عباده يستجيب لدعواتهم إذا دعوه بإخلاص وتوكل ، يقول الله تعالى في محكم كتابه:"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ".