آخر يوم من أيام التشريق: رحلة إيمانية مباركة

آخر يوم من أيام التشريق: رحلة إيمانية مباركة
المؤلف ثقافة وترفيه
تاريخ النشر
آخر تحديث

 

آخر يوم من أيام التشريق: رحلة إيمانية مباركة

بين ذكريات الحج وخشوع العيد، يطل علينا آخر يوم من أيام التشريق، تلك الأيام المباركة التي حثنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على اغتنامها بكل ما تحمله من فضائل وبركات. فما هو معنى هذه الأيام؟ وما سر تسميتها؟ وما هي الأعمال التي ينبغي للمسلم أن يقوم بها في هذا الأيام المباركات؟

رحلة عبر معنى "التشريق" وأصل تسميته:

التشريق: 

لغةً هو نشر اللحم في الشمس ليجف، واصطلاحًا هو أيام التشريق الثلاثة التي تأتي بعد عيد الأضحى المبارك.

سبب التسمية: 

قيل لِكثرة ما ينشر من لحوم الأضاحي في الشمس خلال هذه الأيام.

 وقيل لِأنّ نحر الهدي والأضاحي لا يكون إلّا بعد شروق الشمس فيها.

وقيل لِأنّ الناس كانوا يُشرّقون فيها للشمس في مِنى ولم تكن فيها بيوت أو أبنية.

وقيل لِأنّ التشريق هي صلاة العيد؛ لأنّها لا تُؤَدّى إلّا عند شروق الشمس وارتفاعها.

أيام التشريق: ثلاث أيام مباركة:

عدد أيام التشريق:

فعدد أيام التشريق ثلاثة أيام، تبدأ من الحادي عشر من ذي الحجة وتنتهي في ثالث عشر منه.

ترتيب أيام التشريق:

يوم القَرّ: 

هو اليوم الأول من أيام التشريق، سُمّي بهذا الاسم لِأنّ الحُجّاج بعد يوم التروية ويوم عرفة ويوم النَّحر يكون التعب قد أصابهم ما أصاب، فيَقِرُّون بمِنى.

يوم النَّفر الأوّل:

هو اليوم الثاني من أيّام التشريق، يجوز فيه للحاجّ الذي أنهى رَمْي الجِمار، وأحبّ تعجيل الانصراف من مِنى أن ينفر؛ أي يرحل إلى مكّة.

يوم النَّفر الثاني:

هو اليوم الثالث من أيّام التشريق، فإذا أنهى الحاجّ رَمي الجِمار في هذا اليوم، فإنّ عليه أن ينفرَ إلى مكّة.

بركات آخر يوم من أيام التشريق:

فرصة ذهبية لاغتنامها: 

التأكيد على أهمية اغتنام هذا اليوم المبارك لِما له من فضائل عظيمة.

- فضل ذكر الله تعالى في هذه الأيام:يقول الله تعالى في محكم كتابه:"واذكروا الله في أيام معدوادات ، فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثم عليه "

فضل الأكل والشرب في هذه الأيام :معناه أنها لا تصام، فقد نهى النبي ﷺ عن صوم أيام التشريق، وبعث من ينادي في الناس ألا تصام؛ لأنها أيام أكل، وشرب، وذكر، الناس يأكلون، ويشربون، ويتقربون إلى الله بالذبائح، بالهدي والضحايا؛ فيأكلون ويشربون، ما هي بأيام صوم، لا صوم فريضة، ولا صوم نافلة، بل الواجب الفطر في يوم العيد، وأيام التشريق أربعة أيام يجب إفطارها، فهي  أيام أكل وشرب وذكر، إلا من لم يستطع الهدي هدي التمتع؛ فإن له أن يصوم الثلاثة الأيام، خاصة من الناس؛ لما ثبت في البخاري في صحيحه -رحمه الله- عن عائشة، وابن عمر -رضي الله تعالى عنهما- قالا: لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن إلا لمن لم يجد الهدي. ومعنى لم يرخص يعني: لم يرخص النبي ﷺ به. 

 فضل هذه الأيام بفضل شكر النعمة.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم أنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل إشارة إلى أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر الله تعالى وطاعته، وذلك من تمام شكر النعمة أن يستعان بها على الطاعات، وقد أمر الله تعالى في كتابه بالأكل من الطيبات والشكر، قال تعالى: " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ "

أمثلة على تكبيرات أيام التشريق:

- "الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. لا إله إلا الله الله أكبر.. الله أكبر.. ولله الحمد.. الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا.. وسبحان الله بكرة وأصيلاً.. لا إله إلا الله وحده صدق عبده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده.. لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون.. اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد وعلى أصحاب سيدنا محمد وعلى أنصار سيدنا محمد وعلى أزواج سيدنا محمد وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا.."

فلنغتنم هذا اليوم الرابع من أيام التشريق في التهليل والتكبير لله راجين منه تعالى أن يتقبل منا الدعاء ، وأن يجعلنا مباركين ، إنه نعم المولى ونعم النصير.


















































تعليقات

عدد التعليقات : 0